افتتح مؤخرا في مستشفى "بني تسيون" في حيفا، مركز علاجي جديد لأمراض العيون الوراثية، والذي يشرف عليه وبادر لإنشائه الدكتور عنان العباسي من حيفا. ويقول دكتور عبّاسي المختص في أمراض العيون والعمليات الجراحية بالعيون: "  اعمل على اقامة المركز منذ فترة طويلة، فبعد تخصصي في مجال العيون، خضت التخصص في مجال الأمراض الوراثية في العيون، واريت ضرورة لاقامة مثل هذا المركز بالوسط العربي وفي شمال البلاد".

  الأمراض الوراثية

وتابع:" موضوع علاج الأمراض الوراثية للعيون، هو مجال جديد في الطب في البلاد، فكل من حصل على علاج كهذا حصل عليه كعلاج تجريبي وحسب، وما زال الأمر قيد البحث والتطوير، ونأمل أن تطوّر أدوية وعلاجات كهذه في السنين القادمة وأن تكون متاحة للجميع. بما أن العلاج ليس بمتناول اليد، فعندما نمنح شخصا ما العلاج يجب أن تكون لدي خلفية من هو الشخص المناسب للحصول لهذا العلاج. ما أقترحه، هو أن كل من يشك بأنه يعاني من مرض عيون وراثي، او ذو خلفية وراثية، فليصل الى المركز لنجري الفحوصات والأبحاث له، واذا كانت هناك طفرة وراثية يمكننا علاجها عن طريق الوراثة والأدوية والعلاجات المتاحة اليوم".

فحوصات بسيطة

 واجريت في السنوات الأخيرة العديد من الأبحاث في أنحاء العالم، وبشكل خاص في الولايات المتحدة الأمريكية والتجارب على البشر المتعلقة بعلاج الطفرات والجينات الوراثية المتعلقة بأمراض العيون. ولكن يؤكد الدكتور العباسي ان الصعوبة تكمن في اكتشاف هذه الجينات المسؤولة عن الخلل الوراثي الذي يتسبب في أمراض العيون الوراثية، حيث يجرى فحص جينات، الذي يتم عبر فحص دم عادي بسطي جدا، يسهّل على الطبيب مهمة اكتشاف هذه الجينات وتوّقع والتنبؤ بالأمراض التي قد يُصاب بها المريض جراء ذلك".  واضاف العبّاسي أن:" العلاج الوراثي أحد أكبر التحديات في الطب والعلم بشكل عام، والهدف من العلاج،  تسهيل الأمراض عبر ادخال مواد وراثية غريبة للجسم، الذي يساعد في تصحيح الخلل الوراثي في الجين المسؤول عن الحالة المرضية".

سجل المعلومات
واشار عبّاسي  الى أن خلال كل فترة نشاطه وعمله على علاج الأمراض الوراثية كان الأشخاص يتوجهون اليه ويطلبون أن يشاركوا في الأبحاث التي يجريها، الامر الذي دفعه لتأسيس  سجّل من المعلومات حول هؤلاء المرضى، مؤكدا أن:" الدافع الأساسي لذلك هو معرفتي لمجتمعنا في الشمال، خصوصا عند الحديث عن زواج الأقارب وممن لديهم خلفية اصابة بأمراض عيون وراثية في العائلة. وبالتالي، فورا وبعد أن يصبح بحوزتنا  اي علاج لمرض وراثي للبصر، يمكننا أن ندعو المرضى وعائلاتهم وأن نعطي المرضى العلاج مباشرة، بعد أن نتعرّف عن الطفرة والمرض الذي يعانون منه، عمليا سجّل المعلومات هذا يسهّل علينا باالعمل وعلاج المرضى".

امراض العيون

أما عن الأمراض التي يمكنه علاجها يقول عبّاسي: " الأمراض هي في غالبيتها امراض الشبكية، مثل ضمور الشباكية الوراثي أو الصباغي، وهناك أمراض قرنية العين، أو غلوكوما العيون (الزُرق)، أو الكاتاراكت (المياه البيضاء) وغيرها من الأمراض". ويضيف: "الفكرة وراء علم الجينات هي كشف المرض مبكرا والتعويض بانزيم أو بروتين ناقص، لأن غياب هذا الانزيم يؤدي الى عدم انتاج البروتين وبالتالي الاصابة بالمرض".

مسببات الامراض

وينهي حديثه بالقول:" هدفنا خدمة المرضى وتطوير البحث العلمي في مجال طب العيون وامراض البصر، فبمساعدة المركز وبفضل فحوصات بسيطة جدا يمكننا التعرف على أهم مسببات أمراض العيون الوراثية، وأهم شيء هو اجراء الفحوصات بشكل دوري، لأنه مع تطوّر البحث الوراثي، هناك أمراض وطفرات معيّنة لم  يوجد لها تعريف، لكن بفضل البحث العلمي والاكتشافات يمكن تعريف وتشخيص هذه الطفرات، وهذا قد يسهّل العلاج".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]