يصر أبناء عائلة قبلاوي المقيمين في قرية صفورية المهجرّة ، على البقاء في أراضيهم رغم كل الظروف الحياتيّة القاسية التي يعيشونها هناك ، حيث تمتلك العائلة ما يفوق السبعون دونمًا من أراضي القرية غير إنها ليست حرة التصرف ولو بشبر واحد منها ، إضافة إلى وجود "وادي" بمحاذة منطقة سكناهم تمر مياه المجارير من خلاله مما يعرضهم لرائحتها طوال النهار واليل ، ناهيكم عن إن فيضان هذا الوادي يزورهم كلما أمطرت الدنيا ويغرق حظيرة الأغنام والخيل التي يملكونها حتى يصل مع ازدياد غزارة الأمطار إلى بيوتهم ، إن كان ما يعيشون بداخله ويستقرون يصلح لأن يسمى بيتًا ، وما زاد الطين بلّة وفاة جدتهم الحاجة عسلة ، مساء أول أمس الخميس ، بعد صراع طويل مع المرض وقد طلبت المرحومة في وصيتها أن يفتح بيت عزائها على أرض صفورية ، الأرض التي قضت عليها جميع سني حياتها ، مما دفع الأبناء لتكبد معاناة كبيرة لتحقيق وصيّة والدتهم ، خاصة وإن غزارة أمطار يوم أمس الجمعة أدت إلى فيضان الوادي على المعزّين وحوّلت الجنازة إلى مهمة شاقة ومرهقة .
عزاء ...ورائحة كريهة جدًا
مراسلتنا زارت العائلة اليوم ، لتعزيتهم على فقدانهم والدتهم والتقت هناك يسرى قبلاوي – أبو حمد (إما ألوفا) وهي إحدى نساء العائلة اللواتي عشن سنينًا طوال من حياتهن على أرض صفوريّة وقد شكرتنا على قدومنا لتفقد حال العائلة في هذا الوقت العصيب واشتكت من سوء الحال الذي يعيشونه قائلة : "إننا نعاني هنا من عدة مشكلات ويتاح لكم جميعًا القدوم للاطلاع على الوضع هنا بأنفسكم ، حيث إننا نعيش حياة غاية في الصعوبة بمحاذاة "وادي" لمياه الصرف الصحي إضافة لإنشاء محطة لتكرير هذه المياه (مياه الصرف الصحي) على بعد مسافة 15 مترًا تقريبًا مما يجعل فكرة الجلوس في ساحات المنزل مستحيلة نظرًا للرائحة الكريهة جدًا المنبعثة منه .
ندفع الضرائب لكن ...نعاني التمييز
وأضافت : "ولكم أن تروا إن هناك ، وبالقرب منّا ، دفيئات زراعية أنشئها مزارع يهودي وصل إلى المنطقة منذ 4 سنوات وحصل على ترخيص لبناء بيت وبالطبع حصل على البنية التحتية الازمة ، كالكهرباء وخط الهاتف ، أما نحن وبالرغم من أننا موجودون على هذه الأرض قبيل قيام الدولة عام 1948 لا نحصل على أي من هذه الحقوق أبدًا ولك أن تعلم إننا ندفع ضريبة الأملاك "الأرنونا" وإيصالات المياة حالنا حال أي مواطن تابع لبلدية الناصرة التي تعدنا منذ سنوات طويلة بتحسن الحال لكن هذه الوعود تبقى موجودة مع وقف التنفيذ !"
منطقة بدون هواتف...
وتابعت : "لقد كانت أمي ، رحمها اله ، مريضة جدًا وتحتاج إلى زيارة المستشفى ودعوة الأطباء أو سيارات الإسعاف لمساعدتها باستمرار لكن غياب وجود الهاتف كان يؤدي أحيانًا إلى تعرض حياتها للخطر ، ومع كل المشقة التي عانتها المرحومة خلال سنواتها الأخيرة في صراعها مع المرض إلى إنها أوصتنا على فراش الموت أن تتم كل مراسيم جنازتها ، واستقبال المعزين هنا على أرض صفورية التي تعهدنا نحن أيضًا أن نتابع رحلتنا النضالية هنا رغم كل الضغوط التي نعيشها" .
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
شو هالعيشة ! الله يقويكم كل الاحترام عنجد
تقرير جامد جامد
بالفعل من زمان كان لازم يكون في لفت نظر لقضية دار القبلاوي
اهلييييييييييييين منوريييين
من ليبيا منطقة الجبل الغربي مدينة يفرن