عن النساء والوزن الزائد

إحتلت نساء البلاد هذه السنة المكان الثاني بمجال الوزن الزائد (حسب معطيات منظمة الصحة العالمية)، من بين 44 دولة أوروبية. لقد عانت 7.9% من النساء في البلاد في عام 1980 من الوزن الزائد وفي عام 2008 ارتفع عددهن بشكل حاد ووصل ل 13.8%. مع هذه المعطيات سؤالنا هو أي مستقبل شخصي، صحي ، نفسي وإجتماعي ينتظر المرأة التي تعاني منذ طفولتها من الوزن الزائد؟
وفقاً لمعطيات البحث التي نشرت في المجلة الطبية المرموقة Lancet في بداية سنوات الثمانين هنالك إرتفاع ثابت في وزن النساء في إسرائيل. في عام 1980 كان مقياس ال BMI (النسبة بين الطول للوزن) لدى النساء في البلاد 24.4 وبعد 10 سنوات ارتفع ووصل الى 25.4 وأما في عام 2000 فقد ارتفع مرة أخرى إلى 26.5 وفي عام 2008 وصل إلى 27.3
تأثير السمنة الزائدة في مراحل العمر المختلفة
الطفولة – في العقود الأخيرة تحول الوزن الزائد لدى الأطفال في البلاد إلى وباء، فمن المعروف بأن الوزن الزائد في جيل الثلاث سنوات سيؤدي أيضاً الى وزن زائد في جيل أكبر، ووفقاً للبحث الذي أجراه د. يئير بن دافيد من مركز صحة الطفل في خدمات الصحة كلاليت ومن مستشفى سوروكا في بئر السبع فإن 90% من الأولاد الذين عرفوا كأشخاص ذوي وزن زائد أو عانوا من السمنة في جيل الثلاث سنوات، عانوا من الوزن الزائد في جيل ستة وعشر سنوات.
الكثير من الأهالي يؤمنون بأن الوزن الزائد في الطفولة سوف يختفي مع الوقت، ولكن في غالبية الأحيان الوزن الزائد في الطفولة المبكرة سيتحول لوزن زائد أو سمنة في جيل أكبر.

المراهقات – الوزن الزائد في عمر مبكر يؤدي الى نضوج جنسي مبكر. في فترة المراهقة تعتبر الفتيات البدينات غير جميلات، كسولات، غير صحيات وبأنهن لا تحافظن على نظافتهن. ومن جيل مبكر تعاني هذه الفتيات من تقييم ذاتي منخفض، هذا الأمر يفقدهن الثقة بأنفسهن ويقلل من قيمتهن الذاتية. بسبب السمنة الزائدة يحتمل ان تعانين من التمييز والنبذ الإجتماعي. وبالتالي تتأثر نفسيتهن، وغالباَ ما تشعرن بالوحدة، الإحباط، الحزن والإكتئاب. كيف ستكون دائرتهمم الإجتماعية في هذه السنوات عندما يكون للصداقات الإجتماعية جزء هام للتعريف الذاتي؟
الشابات – وفقاً لمعطيات وزارة الصحة لعام 2009 كان معدل الولادة نتيجة للتلقيح الإصطناعي 4.2% من مجموع الولادات، مقارنة بعام 2001 حيث كان المعدل 3% فقط. وباء السمنة الزائدة العالمي وتأجيل الأمومة لسنوات الثلاثينن هم إثنين من العوامل الرئيسية التي تسبب العقم.
في فترة الحمل تكون هذه النساء الشابات معرضات أكثر للإجهاض، لولادة أطفال بوزن غير عادي، أضف إلى لذلك يكون المولود في المستقبل معرضا لأمراض وراثية مولودة. فهن تخاطرن بولادات ذات مضاعفات وبخطورة ولادة قيصرية بدل ولادة طبيعية، مراحل الشفاء بعد الولادة أصعب من المعتاد وهن معرضات لولادة أطفال ذات تشوهات خلقية.

النضوج- يزيد الوزن الزائد من خطورة الإصابة بالسرطان على أنواعه المختلفة – 39% من حالات سرطان الرحم تحصل نتيجة للسمنة الزائدة. كل زيادة قدرها 5 نقاط في ال BMI (النسبة بين الطول للوزن) تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الرحم بمقدار مرة ونصف، كذلك 9% من حالات سرطان الثدي هي نتيجة للسمنة الزائدة.

الشيخوخة – تقصر السمنة الزائدة من العمر وتضر بجودة الحياة وهذه حقيقة. في البحث الأخير الذي نشر من قبل منظمة الصحة العالمية،بين أن الوزن الزائد هو عامل خطر رئيسي والذي يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، أمراض السرطان، السكري وأمراض المفاصل والعظام .

السرطان هو السبب الأول للوفاة في البلاد. أمراض القلب تحتل المكان الثاني في أسباب الوفاة في البلاد. مرض الأوعية الدموية في الدماغ هو سبب الوفاة الثالث، السكري يحتل المكان الرابع ومرض الكلى في المكان الخامس. (المعطيات من بيانات وزارة الصحة لأسباب الوفاة الرئيسية في إسرائيل لدى الرجال والنساء بين 1998-2007).

والأن أنظري إلى نفسك في المرآة. هل هذه الحياة التي تخططينها لنفسك في السنوات القادمة؟

المسؤولية لإيقاف هذه الدائرة تبدأ بالطفولة. في المرحلة الأولى يقرر الأهل طبيعة النظام الغذائي والنشاط البدني لأطفالهم. المراهقات والشابات سيتعلمن من تجربتهن، لأن معظم الحميات القصيرة والمركزة مصيرها الفشل.
تغيير جذري في نمط الحياة، من خلال تحديد كمية السعرات الحرارية التي تستهلك، تركيب الغذاء وجودته والتربية والتوجيه لنشاط بدني من جيل صغير هي العوامل التي ستغير وستؤثر بالفعل على جوانب في دائرة حياة النساء في البلاد. وغالباً ما يلزم التدخل العلاجي من قبل طواقم مهنية كثيرة ليحدث تغييراً جذرياً في الحياة.