رحم الله شوقي حين قال : قم للمعلم وفه التبجيلا ...

من خلال هذا التقرير نحاول أن نضع النقاط على الحروف ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء تدني مهنة المعلم !!

نحاول أن نلقي الضوء على الأسباب التي أعطت الحق الكامل للطالب في التمرد بينما وضعت المعلم على الهامش !!

نحاول أن نعرف سبب نظرة المجتمع للمعلم بسلبياتها وايجابياتها !!

نحاول أن ندخل عراك الماضي والحاضر مع مربين حاضرين وسابقين !!

لقد كان المعلم في الحقبة الماضية مرجعية وصاحب سلطة عليا في مدرسته وكان الطالب والمجتمع ينظر إلى المعلم نظرة احترام وتبجيل ، أما اليوم فقد اختلفت هذه المعايير وأصبح المعلم في اغلب الأحيان في موقف دفاع عن النفس من مجتمعه وبيئته وحتى طلابه !!

مراسل بكرا قام بجولة ميدانية زار من خلالها عدة مربين سابقين وحاضرين لمعرفة واستيضاح مكانة المعلم بين الماضي والحاضر ...

احمد يعقوب زرقاوي مدير متقاعد : اعتقد أن التغيير في مكانة المعلم بدأ من البيت فالبيت يلعب دورا هاما مع المؤسسة التعليمية والمعلم جزء من هذه المؤسسة ، هناك عدة أسباب لتغير مكانة المعلم في حاضرنا ، من جهة هناك تغيير سلبي في مجتمعنا على جميع الأصعدة ، ومن جهة أخرى الراتب الذي يتقاضاه المعلم متدني جدا قياسا بأصحاب مهن أخرى.

ومن جهة أخرى لا ننكر أن وسائل الإعلام والتطور التكنولوجي ساهمت إلى حد كبير في تغيير مفاهيم الطالب في نظرته للمعلم ومع ذلك يبقى البيت المصدر الرئيسي لسلوك الطالب ، في السابق كان المجتمع ينظر للمعلم نظرة احترام وتقدير واليوم وللأسف هذه النظرة تغيرت كثيرا والسبب الرئيسي في ذلك قوانين وزارة المعارف التي وضعت الطالب في مركز الأحداث وهمشت بالتالي دور المعلم.

نايف فرحات مدير مدرسة ثانوية :لقد عاصرت ثلاث مراحل كتلميذ وكمعلم وفي هذه المرحلة كمدير مدرسة ، حين كنت تلميذا كنت انظر إلى المعلم كمرجعية أولى لاستيقاء المعلومات وكان المعلم بالنسبة للطالب سلطة عليا ، في بداية مشواري التعليمي قبل نحو 25 سنة كان الوضع نسبيا جيدا بكل ما يخص المعلم ونظرة الطالب والمجتمع إليه ، في الحاضر أصبح الطالب في مركز الحدث وعليه فقد أصبحت سلطة المعلم والمدير ضعيفة نسبيا ،لا شك أن وسائل تعليمية حديثة ومتطورة دخلت إلى "الساحة التعليمية " كالحاسوب ووسائل أخرى متطورة أدت إلى تراجع نظرة الطالب إلى المعلم ، من جهة أخرى في السابق كانت التخصصات محدودة بالنسبة للطالب وعليه كان المعلم هو البوصلة التي تحدد مسار تعليم الطالب ، أما في حاضرنا فالتخصصات كثيرة ومتنوعة وغالبتها علمية وبوجود أساليب أخرى للطالب لاستيقاء المعلومات فقد تقزم دور المعلم وسلطته في المدرسة

عبد السلام سبع مربي في مدرسة نعمات :قررت أن اترك مهنة التعليم في نهاية السنة الدراسية الحالية ، الانفتاح والتطور في وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة أبعدتنا عن القيم والمعايير التي تربينا عليها ، الابتعاد عن اللغة وعن الانتماء ، بدأت اشعر أن المدرسة أصبحت مؤسسة تجارية بحتة همها الأول الربح المالي ، الأمور التي ترعرعنا عليها حين كنا طلابا نفتقدها في هذا العصر الماكر .. رحم الله شوقي حين قال :قم للمعلم وفه التبجيلا فرد عليه إبراهيم طوقان وقال :اقعد فديتك ..لو جرب شوقي التعليم ساعة لرأيته بين البنوك قتيلا ...
 

المربية ريم حنا:لقد تغيرت نظرة المجتمع إلى المعلم وهذا الأمر ينعكس أيضا على نظرة الطالب إلى المعلم ، الجو العام في البلاد في ضغط مستمر والعنف في كل مكان وهذا العنف ينعكس على المدرسة والطلاب ، لا بد من إيجاد طرق حوار جديدة مع الطالب لإعادة مكانة المعلم واحترامه بين الطلاب والمجتمع بأكمله ،

عطا سبع مربي متقاعد :في الماضي كان المعلم في مركز الأحداث وهذا الأمر كان ينعكس ايجابيا على البيئة المدرسية ، أما اليوم فقد أصبح المعلم هامشيا والطالب في مركز الحدث ، هناك متغيرات حصلت في مجتمعنا وفي القوانين التي تساعد الطالب في التمرد على المعلم ،لو طلبوا مني العودة إلى سلك التعليم لرفضت الأمر جملة وتفصيلا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]