الصيام من الأمور الثابتة بها في “المسيحية" ويختلف من طائفة إلى أخرى وإن كانت شعائره واحدة فهناك من يصوم نحو ثلثي العام وهناك من يصوم أياما معدودات وهناك من يري أن الصيام هدف يقرب إلى الله ولكن تأديته يجب أن تكون “سرية».
ذكر الصيام فى العهد الجديد فى أعمال الرسل 14: 23 وفى الإنجيل بحسب متى 6: 16-18. وصام المسيح 40 يوما. وصام بولس ثلاثة أيام فى الطريق إلى دمشق بعد تنصره. وصامت حنة فى المعبد والتى تنبأت بأن وليد العذراء هو المسيح كما جاء فى إنجيل لوقا الإصحاح الثانى الآية 37.
يكون الصيام عند الروم الكاثوليك إقلال عدد وجبات الإنسان إلى وجبة واحدة كاملة (وتكون خالية من اللحم فى أيام الجمعة من الصوم الكبير) ووجبتين صغيرتين (واحدة فى الصباح والأخرى فى المساء).لكن لا يسمح بتناول الطعام بين هذه الوجبات. والامتناع الكامل أو الانقطاع يتمثل فى الامتناع عن تناول اللحم طوال اليوم . وأما الامتناع الجزئي فيتمثل فى تناول اللحم مرة واحدة فى اليوم.وعند بعض الروم الكاثوليك الصوم هو الامتناع عن الطعام وعدم تناول شئ سوى الماء.وقام البابا بيوس الثاني عشر بعمل قرارات وترتيبات بخصوص الصيام فى عام 1956 .
وفى عام 1966 قام البابا بولس السادس بترتيبات أخرى وطالب بملاءمة الصوم للظروف الاقتصادية وطالب بالتزام كافة الروم الكاثوليك بالصيام. وفى الولايات المتحدة لا يوجد إلا يومان مفروضان للصيام هما : أربعاء الرماد وجمعة الآلام
.(هناك فرق لدى المسيحيين بين الصوم و الانقطاع). ولدى الروم الكاثوليك أيضا صوم الافخارستيا أو سر التناول المقدس.ولديهم الصوم الأسود وهو الامتناع عن كل شئ إلا الخبز والماء فقط.وكان الرهبان والنساك ورجال الدين فقط هم من يصومون الصوم الأسود لكن اليوم أصبح الجميع مدعوا له.
وفى الإنجيلية أو الأنجليكانية التابعة لكنيسة إنجلترا والمستقلة عن الكنيسة الكاثوليكية ، يبين كتاب الصلوات العام أيام السهر والصيام والانقطاع وهذه الأيام أيام السهر هى : عيد الميلاد ، تطهير السيدة العذراء ، بشارة السيدة العذراء ، عيد القيامة ، عيد الصعود ، عيد الخمسين أو العنصرة ، القديس متياس ، القديس يوحنا المعمدان ، القديس بطرس ، القديس يعقوب بن زبدى أو جيمس ، القديس برثولماوس ، القدس متى ، القدس سمعان القانوى ، القدس يهوذا أو تداوس ، القديس أندراوس ، القديس توما ، كل القديسين . وأيام الصيام هى : الصوم الأربعينى (الصوم الكبير) ، وصوم أيام الجمر فى الفصول الأربعة وتكون الأربعاء والجمعة والسبت من أسبوع معين وهو الأسبوع بين الأحد الثالث والأحد الرابع لذكرى مجئ المسيح أو ميلاده ، وبين الأحد الأول والأحد الثانى من الصوم الكبير وبين عيد العنصرة وأحد الثالوث ، والأسبوع الذى يبدأ فى الأحد بعد يوم الصليب المقدس (14 ايلول). وصوم أيام الابتهال ويكون فى 25 أبريل فى عيد القديس مرقس (الابتهال الأكبر) وأيضا فى الأيام الثلاثة السابقة لعيد الصعود (الابتهالات الصغرى) أى فى الاثنين والثلاثاء والأربعاء قبل الخميس المقدس. وصوم كل أيام الجمعة فى السنة ما عدا عيد الميلاد -الكريسماس.
عن الصيام في الأرثوذكسية يقول القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة: الصيام في المسيحية رحلة مقدسة يصل بها الإنسان إلى السماوات وهو في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يمتد لحوإلى 7 شهور في العام لكن أهم أيام الصيام هو الصوم الكبير ومدته ٥٥ يوما وينتهي بعيد القيامة المجيد الذي يحل بين شهري أبريل ومايو. ويكون الصيام من أجل تنقية الأفعال والأقوال والأفكار ولمكافحة الجشع والشراهة.ويكون مصحوبا بالصدقات والصلوات.
ويضيف هناك أيضا صوم الميلاد وهو ثابت الموعد، حيث يبدأ من 25 نوفمبر وحتى ٧ يناير من كل عام ومدته 43 يوما بجانب صوم الرسل الذي تختلف مدته من عام لآخر ويحدد علي أساس عيد القيامة وهو يوافق عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس. وأيضا صوم أسبوع الآلام.
ويتابع عزيز: كما يوجد صوم السيدة العذراء الذي يبدأ من 7 آب وحتى 2 من الشهر ذاته ، أي نحو أسبوعين، إضافة إلى صيام يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع طوال العام مشيرا إلى أن الصوم في المسيحية يبدأ من الساعة 12 مساء وينتهي في الثالثة بعد الظهر كحد أدني أي أن فترة الانقطاع عن تناول الأطعمة والشرب تمتد إلى 15 ساعة كما يوجد صيام يظل حتي الساعة ٦ مساء. وهناك أيام صيام أخرى مثل رفع الصليب وقتل يوحنا المعمدان.
والأصوام لدى الأرثوذكسية هى : الأصوام هي:الأربعاء والجمعة ، صوم الميلاد ، صوم البرامون ، صوم نينوى ، صوم الأربعين المقدسة ، صوم الرسل ، صوم السيدة العذراء.
ويقول لا يصح الصيام إطلاقا دون فترة الانقطاع ومع نهاية هذه الفترة يتناول الصائم أطعمة نباتية خالية من الكولسترول والدهون واللحوم والألبان ومنتجاتها (ولدى البعض يحرم أيضا خلال الصوم تناول الخمر والسمك والزيت خصوصا زيت الزيتون)، وذلك لأن الله خلق آدم وحواء نباتيين وقال لهما من كل شجر الجنة تأكلان ولم يسمح الله بأكل اللحوم إلا بعد طوفان نوح.
وعن الصيام في الكاثوليكية يؤكد القمص ألفونس جبرائيل كاهن كنيسة القديسة تريزا الكاثوليكية أن الصيام فرصة للرجوع إلى الله ومصالحة مع النفس لافتا إلى أن الكاثوليك يصومون لمدة 47 يوما قبل عيد القيامة و14 يوما قبل عيد الميلاد، وقبل أعياد العذراء في شهر أغسطس وأسبوعين في أعياد الرسل بجانب صوم أيام الأربعاء والجمعة طوال العام.
ويقول جبرائيل إن شكل الصوم في الكاثوليكية يتشابه كثيرا مع الصوم في الإسلام، لأنه قائم علي الامتناع عن الأكل من الشروق إلى الغروب كما أنه يجوز للمريض والمرضعة وغير القادر علي الصيام تناول الأطعمة أثناء الصيام بشرط أن يكون الطعام بالزيت فقط مشيرا إلى أن الزيت يعطي الجسم طاقة غذائية أقل وهو تأكيد علي التقشف في الصوم.
وعن الصيام عند الإنجيليين يقول القس رفعت فكري، راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف إن الصيام موجود في كل الأديان السماوية وغير السماوية موضحا أن الصيام في الفكر الإنجيلي هو الانقطاع عن الأكل والشرب والشهوات لكنه صيام سري.
ويضيف: إن الصيام ليس طقسا ولكنه هدف ولا يوجد صيام فرض في الكتاب المقدس مشيرا إلى أن صيام الأرثوذكس والكاثوليك هو طقس من الآباء بينما في الفكر الإنجيلي هو نوع من التعبد السري لتحقيق أغراض خاصة بالتوبة وإعادة العلاقة مع الله.
أما بالنسبة للصوم عند البروتستنت فيقول عنهم البابا شنودة الثالث :” واضح أن الصوم لم يكن رمزاً، إنما هو وصية قائمة في العهد القديم، كما هي قائمة في العهد الجديد. والبروتستانت لا ينكرونه بصفة مطلقة، إنما يلغونه تقريباً من الناحية العملية.وأنا سوف لا أتكلم عن الصوم بصفة عامة، وأهميته وفائدته، وروحانيته، هذا كله يمكن قراءته في كتابنا "روحانية الصوم". إنما أريد أن أركز على نقط الخلاف بيننا وبين البروتستانت في موضوع الصوم.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
لا اله الا الله محمد رسول الله
شيء جميل ان نتعمق باصول ديانتنا المسيحية وان ننشر افكارها المقدسةبدون الاساءة للاديان الاخرى على ان يتقبلها الطرف الاخر برحابة صدر دون المساس بقدسيتها وكم جميل لو حاولنا ان نفكر بالأرتقاء بالفكر والسمو بالروح والتقارب بين الاديان وذلك ان ننظر معا باتجاه واحد هو الله لتحقيق ما اراده الله منا ان نحب بعضنا بعضا كما هو احبنا فهل فكر احد رجال الديانات السماوية بتأليف كتاب يضم النهج الذي ارادنا الله ان نحيا به مأخوذة نصوصه على الاقل من الانجيل المقدس والقرآن الكريم مجتمعين ونعمل على نشره بين الناس ليتعرف كل واحد منا على الدين الاخر وبشكل صحيح لانه ليس المهم برأي ان يكون الانسان مسلما او مسيحيا المهم ان يؤمن بالله ويمجده ويعمل بوصاياه