سؤال : هل يؤثر حمل الهاتف النقال على خشوع المصلي ؟

المصلي لا بد له من أن يكون خاشعا في صلاته ، امتثالا لقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2]. فبداية الخشوع لدى الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها:حيث يقوم بالترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء المشروع بعده ، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده. و التبكير والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار وانتظار الصلاة، وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها .

واثناء الصلاة يقوم بتدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها . كما يقوم بالصلاة إلى سترة والدنو منها لتحصيل الخشوع في الصلاةوذلك لما فيه من كف البصر ، و منع من يجتاز بقربه قال عليه الصلاة والسلام: { إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها حتى لا يقطع الشيطان عليه صلاته } [رواه أبو داود].

وعليه دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدِّر صفوه ومنها وجود هاتف في جيبه يرتج او يصدر صوتا يشغل ذهنه وفضوله وربما قلقه حول صاحب الاتصال وضرورته .

فبرأيي المتواضع ، نعم يؤثر حمل الهاتف غير المقفل على خشوع المصلي .

سؤال : لنفرض جدلا ان هنالك مصل نسي ان يقفل هاتفه ، فماذا يفعل حتى لا يقطع عليه خشوعه وحتى يمنع المتصل من تكرار الإتصال، اليس ذلك كمن طرق الباب واحدهم يصلي، فليس بإمكان المصلي منع صوت طرق الباب!!

بداية نا لست فقيه ، ولا مفتي ، ولكن ويحضرني ما أوردته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – السعودية

الفتوى رقم (1870) حيث قال السائل :إنهم كانوا يصلون إحدى الصلوات في البيت وأخذ منبه التليفون يرن وأشغلهم بالرنين مدة طويلة، فهل يجوز في مثل هذه الحالة أن يتقدم المصلي أو يتأخر ويرفع سماعة التليفون ويكبر أو يرفع صوته بالقراءة ليعلم صاحب التليفون أنه يصلي قياسا على فتح الباب للطارق أو رفع الصوت له ؟

فكان رد اللجنة ما يلي :

إذا كان المصلي بالحالة التي ذكرت وأخذ التليفون يرن جاز له أن يرفع السماعة ولو تقدم قليلا أو تأخر كذلك أو أخذ عن يمينه أو شماله بشرط أن يكون مستقبل القبلة وأن يقول (سبحان الله) تنبيهاً للمتكلم بالتليفون لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابنته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وفي رواية مسلم: وهو يؤم الناس في المسجد، ولما روى أحمد وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في البيت والباب عليه مغلق فجئت فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ووصفت أن الباب في القبلة وما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من نابه شيء في صلاته فليسبح الرجال وليصفق النساء ".

حسب ما ذكرت لنا عن الخشوع انه يضر به الانشغال وكثرة الحركة ، فهل يستثنى من ذلك ان يقوم المصلي باغلاق هاتفه ، الا تعتبر هذه حركةمخلة بالخشوع ؟

في اجاب لمجموعة من الباحثين في قسم الفتوى التابع لموقع اسلام اون لاين اجازوا ذلك بقولهم :

نعم يجوز إغلاق الهاتف المحمول في الصلاة منعا للتشويش على المصلين ، ويراعى أن يكون ذلك بأقل حركة ممكنة ،ولو احتاج إلى عدد من الحركات لإغلاقه فلا بأس للحاجة إليها، والأولى أن يتم إغلاقه قبل الشروع في الصلاة ، بل قبل دخول المسجد ، خاصة أن اللافتات التي تتضمن التنبيه إلى إغلاقه متوفرة في المساجد ، لتذكر الناسي، فإذا نسي حامله ودخل الصلاة ثم سمع صوته فعليه أن يبادر بغلقه منعا لإيذاء المصلين ، وحفاظا على الخشوع في الصلاة.

اما في الموسوعة الفقهية الكويتية فقد جاء فيها : فما دامت الحاجة قائمة إلى غلق المحمول في الصلاة جاز إغلاقه .

وكما افتى بذلك فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة -أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس -:

يجوز لحامل الهاتف النقال أن يوقفه عن العمل أثناء الصلاة وإن اقتضى ذلك أن يتحرك المصلي في صلاته فإن هذه الحركة مباحة على أقل تقدير إن لم تكن مستحبة نظراً للحاجة حيث إنه يترتب عليها منع ما يشوش على المصلين.

وقد افتى به الشيخ نايف بن جمعان الجريدان - ماجستير في الفقه المقارن، والباحث الشرعي في موقع الإسلام اليوم : والخلاصة أن الحركة اليسيرة لإغلاق جهاز الهاتف هي من قبيل الحركة المباح فعلها في الصلاة، بل هي قد تُعد من قبيل الحركة الواجبة، ذلك أن حصول الاتصال أثناء الصلاة بارتفاع صوت نغمة الاتصال مما يشوش على المصلين، ويذهب خشوعهم، وأعد إغلاقه من قبيل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وهذا كله شريطة عدم تمادي المصلي بفعل حركات أُخرى كالنظر لاسم أو رقم المتصل.

سؤال : مادام الامر في جواز اغلاق الهاتف لاخلاله بالخشوع ، فماذا عن هاتف بدل لرنة تسمع الى قراءة قرآن ؟

أجابت هيئة الإفتاء والبحوث التابعة لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت بما يلي:

يجب تنزيه القرآن الكريم عن كل ما من شأنه أن ينقص من قدرة وسمو منزلته، كالإعراض عن استماعه أو اتخاذه لغير ما أنزل له. ....والخلاصة أن تشغيل مثل هذا الشريط ينهى عن استعماله ،ويمكن الاستعاضة عنه بشيء جيد كالأناشيد الإسلامية أو شرائط الوعظ ،أو نحو ذلك بما لا يخل بمكانة القرآن ومنزلته والله أعلم

وقد أفتى في حرمة استخدام آيات القرآن لرنات الهاتف المحمول كل من : د. علي جمعة – مفتي الديار المصرية – , والشيخ محمود عاشور – وكيل الأزهر سابقاً , وعضو مجمع البحوث الإسلامية – , والشيخ صالح بن فوزان , ود. حسام الدين عفانة , واللجنة الدائمة للإفتاء ... وغيرهم .

وذلك للاعتبارات التالية :

1- لأن وضعه على الجوال يعرضه للامتهان كأن يرن في الخلاء أو في مكان به لهو .

2- لأن هذا يعرض القرآن والأذان لأن يكون كلام ليس له معنى مثلاً تأتيك مكالمة فيرن الهاتف : { يسألونك عن الأنفال قل الأنف ... } .

3- هذا الفعل ليس فيه أي تعظيم وتوقير وتقديس لكتاب الله , والله تعالى يقول : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } . [ سورة الحج : آية رقم 32 ] .

وأما بالنسبة للأذان فإنه يجوز مع الضوابط والشروط التالية :

1- أن لا تقطع الأذان لاستقبال المكالمة إلا بعد إتمام المعنى الذي وقفت عليه , فلا يجوز أن تقطع كلمة التوحيد ( أشهد أن لا إله إلا الله , أشهد أن محمداً رس ) دون إكمال رسول الله , أو يقف على نفي الألوهية دون أن تثبت وجود الله , كأن تقف على ( أشهد أن لا إله ) وتقطع الرنين .

2- إحرص على أن لا يرن الهاتف النقال داخل بيت الخلاء , لأن ذكر الله لا يليق في هذه المواطن .

ومع ذلك من الأولى عدم استخدام الأذان لرنات الهاتف المحمول .

سؤال : هل من كلمة لمن يدخلون المسجد وهم يحملون هواتف فيها رنات آخر صرخة من الاغاني التي يندى لها الجبين وتبدأ الهواتف بالغناء كلما اتصل احدهم باحد المصلين ؟

يمكننا أن نضبط الهاتف على وضع رنين وهو الجرس العادي الذي ليس فيه موسيقى , وهذا يفي بغرض اشعارنا بالاتصال، واذ نتوجه لكل مصل وغير مصل ، لكل من دخل المسجد او كان خارجه ان يتذكر أن الاناء ينضح بما فيه ، وأن الانسان يشير الى شخصيته وانتمائه واهوائه وهويته بملبسه وهيأته وتصرفاته، وهذا المصلي الذي يدخل المسجد ليفاجأ برنة هاتفه تغني بما يطرب به وبما قلبه يهوى عليه ان يتعقل في اختيار رنته اولا كما عليه ان يشفق على حالة الاحراج التي سيصاب بها عندما ينسى رنته مشغله ، فليوقف الرنين قبل دخوله المسجد ، كما انصحه ان يحرص على خشوعه وتمام صلاته والتي قد يفسد خشوعه فيها ما يطربه او ما يشغله من رنين وغناء.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]