الموقع:

على بعد إثني عشر كيلومتراً من مدينة طبريّة ، تقع الحمّة السورية على شريط ضيق من الاراضي في وادي اليرموك ، تلك المنطقة التي لا تزال تجذب الزوار منذ العهود القديمة حيث كان الرومان والإغريق يقصدونها للإستجمام والعلاج بينابيعها الحارة والتي تميّزت بنسبة الكبريت العالية في مياهها .

وكما فعل السواح منذ القِدم ، فعلت وأصدقائي ، فبعد ان قضينا ليلتنا على احدى شواطئ طبريا وقبل ان تعلن الساعة موعد الظهر كان خروجنا إلى الحمّة وفي الطريق بينما نحن في صعود على الجبال الشاهقة والتي يمد على طولها الاسلاك الحديدة التي تفصل بين الأردن وإسرائيل .

وعلى مقربة من القرية ، وقفت عدد من المركبات وبينها مركبة اردنية للتمتع بسحر المناظر كان لا بد من التوقف ومع ان التصوير ممنوعا كما كُتب على إحدى اللافتات ، إلا انني لم اتمالك نفسي من التصوير وكان لا بد من صورة تضم اخر ما تبقى من معالم هذه القرية التي طرد أهلها منها ،ذلك المعلم هو المسجد التي بقي شامخا بمئذنته الباسقة وإن إغلقت ابوابه امام المسلمين وغيرهم .


الرسوم والتكاليف:

وبعد النزول من تلك المنحدرات الجبلية الخَطِرة كان الموعد مع القرية حيث تستقبل الزائر بعض البيوت القديمة والتي بدى لي انها سورية الأصل ، ونستمر في طريقنا حتى الدخول لمنتجع سياحي إسرائيلي يُدعى : حومات جادير ( חמת גדר ) ، اقيم على اراضي القرية وقبل الدخول كان لا بد من دفع الرسوم حيث يطلب من الكبار ما يقارب الـ 20 دولاراً اما الصغار والجنود فيطلب منهم 17دولار ..


المعالم:

عند الدخول ، تستقبل رائحة الكبريت الزائرين الذين جاءوا من شتى بقاع الارض طلباً للعلاج او السياحة ، ولا بد ان يبدون تقززهم في البداية من هذه الرائحة التي تشبة رائحة البيض إلى حدٍ بعيدٍ !

ولكن سرعان ما يتلاشى هذا التقزز عند الدخول إلى برك السباحة والتي تقدم شتى انواع العلاجات لامراض الظهر والعظام والتصلبات وغير ذلك سواء كان ذلك عبر إستخدام الجاكوزي ، او الساونا .. او حتى الشلالات ! .


الينابيع الساخنة:

ومع ان الحمّة معروفة بالينابيع الساخنة ، إلا انها اليوم تضم في داخل ذلك المنتج انواع كثيرة من الحيوانات ، الطيور ، الحشرات والافاعي .. ولكن للتمسايح ومن يحب مشاهدتها هناك مكان شاسع للتمسايح التي تم جلبها من بلاد شتى . كما يمكن للزوار ان يستمتعوا بعض الببغاوات بينما تقوم بأعمال مثيرة للإنتباه كقيادة دراجة هوائية او التحدث الى الجماهير وحتى القيام بعمليات حسابية .

ومما يذكر ان هناك بعض الاثارات للمسبح الروماني القديم ، ولسوء الحظ انه كان مغلقا في هذه المرة ، عِلما بأنني زرته مرات سابقة ولم يكن كذلك ،، ولكن إستطعت ان التقطت بعد الصور من بعيد .

وهكذا ، بعد هذه المغامرات في هذا المكان الذي يحمل في كل نسمة من نسماته وكل حفنة من ترابه حكايات واساطير .. أبت إلا ان تظهر حتى نشهد على اهلها نحن ابناء القرن الحادي والعشرين . وكان لا بد من إنتهاء الرحلة قبل غروب الشمس لان بإنتظارنا طريق طويلة ، نقطع فيها من طبريا إلى مركز البلاد ! حيث قريتي الصغيرة .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]