كشف بحث جديد لبنك إسرائيل أن اندماج العرب واليهود الحريديم في قطاع الهايتك ما زال محدودًا، رغم أنّ هاتين المجموعتين تشكلان نحو 30% من قوة العمل في سنّ التشغيل، بينما لا تتجاوز نسبتهما في الهايتك 6.5%. وحدد البحث ثلاث خلاصات مركزية: صعوبة العثور على عمل للعرب في الهايتك، استمرار انخفاض أجور النساء الحريديات رغم اندماجهن النسبي، وصعوبة حصول الرجال الحريديم على التعليم المطلوب للانخراط في المجال.
حضور ثابت
وبحسب الدراسة التي أعدّها الباحثان يوفال سديه وإلعاد ده-ملاخ، ارتفعت نسبة العرب بين خريجي تخصصات الهايتك من 4% في 2012 إلى 10% في 2023، كما تبلغ نسبتهم بين طلاب الهايتك 16%، لكنهم يتسربون من الدراسة أكثر من غيرهم، ما يفسر الفجوة بين نسبة الطلاب ونسبة الخريجين. ورغم تضاعف عدد الخريجين، بقيت نسبة العرب في وظائف الهايتك شبه ثابتة: من 3.2% في 2015 إلى 3.7% اليوم، أي نحو 5,300 عامل عربي و2,100 عاملة عربية. ورجّح الباحثون أن العائق الأساسي يقع في مرحلة التوظيف، بسبب اعتماد القطاع على آليات “صديق يجلب صديقًا”، فيما تبقى شبكات العلاقات الاجتماعية لدى العرب أقل اتصالًا بالشبكات اليهودية، حتى لمن يسكنون في المركز وليس فقط في الشمال.
اجور منخفضة
أما في جانب الأجور، فأظهر البحث فجوات كبيرة: متوسط الأجر الشهري للعامل العربي في الهايتك يبلغ نحو 22.6 ألف شيكل، وهو أقل بكثير من متوسط العامل اليهودي غير الحريدي (33.2 ألف شيكل). في المقابل، متوسط أجر العاملة العربية في الهايتك يبلغ 15.3 ألف شيكل، وأجرها بالساعة 91 شيكل مقابل 118 شيكل للعامل العربي. وبالنسبة للنساء الحريديات، يعمل في سوق العمل نحو 151 ألف امرأة حريدية، منهن 8.5 آلاف في الهايتك (5.5% من العاملين في القطاع)، لكن أجورهن تبقى الأدنى، ويعملن بنسبة أعلى كعاملات مقاول. كما حذّر الباحثون من أن مسارات التدريب داخل “السيمينارات” قد توفر مدخلًا للقطاع لكنها تتحول إلى “سقف زجاجي” يقيّد جودة الوظائف ومستوى الدخل، ويؤكدون أن توسيع اندماج الرجال الحريديم لن ينجح دون دراسة مواد أساسية في المدارس، خصوصًا الرياضيات والإنجليزية، إلى جانب تغيير طرق التجنيد في شركات الهايتك.
[email protected]
أضف تعليق