السؤال

هل تُعتبر الفتاة آثمة لعدم إفصاحها عن أثر ندبة نتيجة عملية جراحية بسيطة سببها الشفة الأرنبية، خاصة وأنها لا تؤثر على حياتها الزوجية؟ وهل تأثم لعدم إخبار الخاطب بوجود هذا المرض الوراثي في العائلة خلال فترة الرؤية الشرعية؟

للتوضيح، ظهرت الندبة في أول يوم بعد كتب الكتاب نتيجة طبقات المكياج، وأخبرت الخاطب فورًا. لم يكن هناك أي تعمد لإخفائها، فهي متعايشة مع الندبة وغير مؤثرة على حياتها. وعندما لاحظ الخاطب الأثر في يوم كتب الكتاب، أجابت بصدق ولم تُخفِ شيئًا. بعد شهر، سيطر على الخاطب القلق من احتمال انتقال هذا المرض للأولاد، وأبلغ عائلته، ما أدى إلى رفضهم للزواج، والآن يتم اتخاذ إجراءات الفسخ. تسأل الفتاة: هل هي آثمة؟ وهل يجب عليها إعادة المهر؟

الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

جمهور العلماء يرى أن العيوب التي تستوجب الفسخ والتي يجب إعلام الخاطب بها، هي تلك التي تعيق الوطء، أو الأمراض المنفرة أو المعدية مثل الجنون، البرص، الجذام، وما شابهها. وبعض العلماء ذهبوا إلى أن كل عيب يسبب نفور أحد الزوجين من الآخر يُعد سببًا للفسخ.

قال ابن القيم -رحمه الله-: "كل عيب ينفر الزوج الآخر منه ويمنع تحقيق المقصود من النكاح يُوجب الخيار".

وبناءً على ذلك:

شق الشفة، خصوصًا بعد العلاج الجراحي، ليس من العيوب التي تستوجب الإخبار عنها أو تؤدي للفسخ.

طالما الفتاة لم تُخبر الخاطب لاعتقادها أن الأمر غير واجب، فلا إثم عليها، حتى لو كان العيب يستحق الفسخ، لأن الجهل بالحكم يرفع الإثم.

مسألة الفسخ واسترجاع المهر تتعلق بالخلاف في ضوابط العيوب، ومردها يُرجع للقضاء الشرعي للفصل فيها.

الخلاصة:
الفتاة لم ترتكب إثمًا، ووجود الندبة أو المرض الوراثي في العائلة لا يُلزمها بالإفصاح إذا لم يكن له تأثير كبير على الحياة الزوجية، وما يخص المهر والفسخ يُقرر حسب القضاء الشرعي.

والله أعلم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]