للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، واصل ستوديو موقع بكرا لقاءاته من فندق غولدن كراون في مدينة الناصرة، مخصّصًا حيّزًا لتحليل الواقع الاقتصادي في ختام عام 2025، في ظل حرب طويلة وتداعيات معيشية متراكمة.

ومن ضمن الفعاليات، التقينا بالدكتور وائل كريم، دكتور في الاقتصاد الدولي، في حوار تناول وضع الاقتصاد العربي بعد عامين من الحرب، وارتفاع نسب البطالة، وتراجع فرص العمل، وغلاء المعيشة، إلى جانب غياب السياسات الاقتصادية الفاعلة.

وقال كريم إن الاقتصاد العربي يمرّ اليوم في أحد أدنى مستوياته منذ عقود، مشيرًا إلى ارتفاع غير مسبوق في نسب البطالة، تراجع فرص العمل، وإغلاق عدد كبير من المصالح خلال فترة الحرب. وأضاف أن الاستثمار في المجتمع العربي يشهد تراجعًا حادًا، نتيجة اعتبارات سياسية واقتصادية، إلى جانب وجود مشاكل بنيوية في الاقتصاد الإسرائيلي تتعامل مع الطبقات الضعيفة بشكل يزيد الفجوات بدل تقليصها.

وأوضح أن هذه الفجوات تتسع بغضّ النظر عن البعد القومي أو الجندري، حيث تزداد المجتمعات الضعيفة فقرًا، بينما تزداد المجتمعات القوية غنى، في غياب أي رؤية استراتيجية حقيقية، سواء على المستوى المحلي أو القطري أو حتى الدولي، لمعالجة هذا الواقع المركّب.

الحلول 

وفي حديثه عن الحلول، شدد كريم على أن نقطة الانطلاق الأساسية هي تحمّل المسؤولية الفردية والجماعية في آن واحد. وقال إن أي تغيير حقيقي لن يحدث ما لم يدرك كل فرد، من موقعه، أنه جزء من المشكلة وجزء من الحل، سواء كان رب أسرة، ربة بيت، صاحب مصلحة، أو مسؤولًا في مؤسسة عامة.

وانتقد كريم سلوك جزء من أصحاب رؤوس الأموال العرب، مشيرًا إلى أنه بعد الانفتاح الاقتصادي على دول الخليج، سادت قناعة خاطئة بأن الاستثمارات ستتدفق إلى الداخل، بينما ما حدث فعليًا هو العكس، حيث توجّه رأس المال العربي، حتى المحدود منه، إلى الاستثمار خارج المجتمع العربي. وأكد أن الاستثمار المحلي، حتى وإن كان بعائد أقل ظاهريًا، يخدم المجتمع ويحقق على المدى البعيد ربحية أعلى واستقرارًا اقتصاديًا أكبر.

ودعا إلى تبنّي تفكير اقتصادي جماعي، يقوم على إنشاء صناديق استثمار محلية، لا صناديق تبرعات، تجمع رؤوس أموال متوسطة وصغيرة لتكوين مشاريع قادرة على تشغيل آلاف الشباب والشابات المتعلمين في مجالات مثل المحاسبة، التكنولوجيا، والكمبيوتر. وأكد أن المجتمع العربي يمتلك طاقات بشرية عالية الكفاءة، لكنها تُهدر بسبب غياب الفرص والبنى الداعمة.

وتطرق كريم إلى دور العائلة والبيت، مشددًا على أن مشاركة النساء في سوق العمل ليست خيارًا ثانويًا، بل شرط أساسي للخروج من دائرة الفقر. وقال إن أي مجتمع لا يعمل فيه نصف أفراده، لا يمكنه تحقيق نمو اقتصادي أو كسر الحلقة المفرغة من الضائقة المعيشية.

وأكد أن مواجهة البطالة لا تتطلب فقط أرقامًا وإحصاءات، بل تغييرًا في الذهنية الاقتصادية، يبدأ من البيت، ويمتد إلى السلطات المحلية، المؤسسات، ورؤساء المجالس، عبر سياسات تشغيل حقيقية، دعم للمشاريع المحلية، واستثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر.

لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]