للعام الثامن عشر على التوالي، نلتقي في ستوديو موقع “بكرا” السنوي، في بثّ خاص ومكثّف يستمر حتى 19.12. وفي إطار فعاليات الاستوديو، التقينا السيد أشرف فؤاد جبور، المدير العام لمؤسسة التفوّق الأكاديمي، في حوار من فندق غولدن كراون في مدينة البشارة الناصرة، خُصّص للحديث عن التميّز الأكاديمي في المجتمع العربي، وبرامج دعم الطلبة في المراحل المفصلية من مسيرتهم التعليمية.

وأوضح جبور أن تأسيس مؤسسة التفوّق الأكاديمي جاء بعد نجاح برامج سابقة مثل “شبكة متين” لطلبة المرحلة الثانوية المتفوّقين في مجالات العلوم، وبرنامج “قمم” المخصص للسنوات الانتقالية بين المرحلة الثانوية والأكاديمية. وأكد أن الهدف كان إنشاء مظلة واحدة تُعنى بالتميّز الأكاديمي منذ المرحلة المدرسية وحتى الدراسات العليا، بما يضمن عبورًا ثابتًا وآمنًا إلى الحياة الجامعية، ويحدّ من ظواهر التسرب وإطالة مدة الألقاب الأكاديمية.

وأشار إلى أن الجيل الذي تعمل معه المؤسسة هو جيل مرّ بظروف قاسية خلال السنوات الخمس الأخيرة، بدءًا من جائحة كورونا، مرورًا بالتعليم عن بُعد، وصولًا إلى الحروب المتتالية التي تركت أثرًا عميقًا على التحصيل العلمي والاستقرار النفسي للطلبة العرب. وأضاف أن هذه الظروف عمّقت الفجوات التعليمية، ما استدعى بناء برامج داعمة تكمّل ما لم يتمكن جهاز التعليم من توفيره في ظل التحديات القائمة.

وبيّن جبور أن برامج المؤسسة تركز على مجالات العلوم، الهندسة، والبحث العلمي، وتُقام داخل الحرم الجامعي، سواء لطلبة المرحلة الثانوية بعد الدوام أو للخريجين بعد إنهاء المدرسة، بهدف سد الفجوات المعرفية واللغوية، وتمكين الطلبة من الانخراط في الأكاديمية بثقة وجاهزية أعلى. وأكد أن المؤسسة تعمل على إعداد الطلبة ليس فقط للقب الأول، بل أيضًا للتفوّق في اللقبين الثاني والثالث.

وفي حديثه عن مفهوم التفوّق الأكاديمي، شدد جبور على أن التفوّق لا يقتصر على التحصيل العالي أو الحصول على الامتيازات والمنح، بل يشمل بناء شخصية أكاديمية متكاملة، تمتلك أدوات البحث العلمي، المهارات الأكاديمية، والكفاءة اللغوية، خاصة في اللغة العبرية، التي وصفها بأنها أحد أكبر الحواجز أمام الطلبة العرب في الجامعات.

وأوضح أن المؤسسة تولي أهمية خاصة لتعزيز اللغة العبرية في السياق الأكاديمي، من خلال برامج تعليمية داخل الجامعات، وبإشراف طواقم عربية متخصصة، وبدعم مالي كامل دون تحميل الطلبة أي أعباء. واعتبر أن هذا الاستثمار هو جزء من رؤية أوسع تهدف إلى تمكين الطلبة العرب من الوصول إلى مواقع التأثير واتخاذ القرار في المستقبل.

وختم جبور بالتأكيد على أن المجتمع العربي يمتلك الطاقات والقدرات، وأن التحدي الحقيقي هو كسر السقف الزجاجي وفتح الآفاق أمام الطلبة للتفوّق والتميّز في مجالات ما زال الحضور العربي فيها محدودًا، مشددًا على أن السنوات القادمة يجب أن تشهد انتقالًا من الكم إلى النوع في الحضور الأكاديمي العربي.

لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]