كشف تقرير موسّع نشرته مجلة ذا أتلانتيك عن القصة المعقدة لمحمّد حسين تاجيك، المسؤول السابق في جهاز السايبر التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي تعاون سرًا مع أجهزة استخبارات أجنبية، بينها الـCIA وإسرائيل، قبل أن يُقتل عام 2016 على يد والده وفقًا للتقديرات.

وبحسب التقرير، لعب تاجيك دورًا في واحدة من أبرز العمليات ضد إيران وحلفائها، من بينها المساهمة في كشف منشأة تخصيب اليورانيوم السرية في فوردو، وكذلك في العملية المشتركة الأميركية–الإسرائيلية التي قُتل فيها القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق عام 2008.

تاجيك، الذي بدأ عمله الاستخباراتي وهو في الثامنة عشرة من عمره، كان يُعرف بـ"قائد الجيش الإلكتروني" الإيراني. وخلال محادثات أجراها مع صحافي من المجلة، تحدث عن نشاطات واسعة لطهران في مجالات الهجمات السيبرانية على السعودية وتركيا وبنغلادش، إلى جانب مشاركة معلومات استخباراتية مع روسيا، وتقديم دعم لحزب الله في محاولاته اختراق نظام التحويلات البنكية العالمي SWIFT.

التجند للإستخبارات الأمريكية 

لكن مسار حياة تاجيك تغيّر بعد أن بدأ التعاون مع الاستخبارات الأميركية، إذ اعتُقل في إيران عام 2013 وتعرّض للتعذيب في سجن إيفين، قبل أن يُنقل إلى الإقامة الجبرية كـ"محاولة لحفظ ماء وجه" والده، الذي كان مسؤولًا رفيعًا في الحرس الثوري ومقرّبًا من قاسم سليماني.

وتشير شهادة نقلها التقرير إلى أن تاجيك قُتل في منزله في يوليو 2016، على الأرجح على يد والده، في محاولة لـ"حماية شرف العائلة" بعد انكشاف علاقاته بالـCIA وتسريب معلومات حساسة. ولم تُذكر أي أسباب رسمية للوفاة في سجلات الدفن، كما لم تُجرَ عملية تشريح للجثمان.

ويعيد التقرير تسليط الضوء على الانشقاقات الداخلية وحالات التعاون السري التي واجهها النظام الإيراني خلال السنوات الماضية، إلى جانب المصير القاسي الذي لحق بعدد من المعارضين والمنشقين مثل الصحافي روح الله زم الذي أُعدم عام 2020.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]