أطلق مركز ضحايا العنصرية، المؤسس من قبل المركز الإصلاحي للدين والدولة، اليوم حملة "مساحة آمنة خالية من العنصية" بمناسبة اليوم الدولي لحقوق الإنسان الذي يُصادَف غدًا، 10 ديسمبر. ويعرض الفيديو، الذي صُوّر داخل حافلة وعيادة ومدرسة وملعب، رسالة تدعو الجمهور إلى تذكّر أن اللقاءات اليومية بين اليهود والعرب هي المساحة التي يُحسَم فيها ما إذا كانت العنصرية ستتوسع أو سيتم وقفها.
عام 2025 كشف عن صورة مقلقة: إذ تلقى المركز 366 بلاغًا، تضمّنت عشرات الحالات من التمييز في الخدمات، والتفتيش على أساس عرقي، والاعتداءات على سائقي الحافلات، ومنع مواطنين عرب من دخول الملاجئ خلال الحرب مع إيران. ومن بين هذه البلاغات، أُحيلت عدد منها إلى معالجة قانونية عبر مطالبات بالتعويض. وتُظهر هذه الأرقام عمق الظاهرة والحاجة إلى رسالة واضحة وحاسمة: العنصرية لن تمرّ بصمت، ومن يمارسها سيُحاسَب بالكامل.
وقالت المحامية أورلي أرز لَحوفسكي، مديرة المركز الإصلاحي للدين والدولة: "الأرقام تكشف واقعًا صعبًا لا يجوز القبول به. الحملة تدعو الجمهور ليدرك القوة التي يمتلكها لإحداث تغيير حقيقي: خلق مساحة آمنة ومحترمة لكل شخص. وإذا واجهتم العنصرية—تواصلوا معنا".
366 بلاغًا
وأضافت المحامية سماح درويش، مديرة مركز ضحايا العنصرية: "المعطيات التي جمعناها هذا العام ترسم صورة مقلقة. حتى نوفمبر 2025 تلقينا 366 بلاغًا—والعدد يواصل الارتفاع. نحن نعلم أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير، لأن الكثير من الضحايا يخشون التبليغ".
وتابعت: "في الأسابيع الأخيرة شهدنا ارتفاعًا حادًا في الاعتداءات على سائقي الحافلات العرب بدافع عنصري، بشكل شبه يومي. وهذا يعكس مدى تطبيع العنصرية. أمام هذا الواقع المقلق، نؤكد أن اختيار خلق مساحة خالية من العنصرية يعتمد على كل فرد—في لفتة واحدة، كلمة واحدة، قرار بعدم الوقوف موقف المتفرج".
المشاركات في التصوير تحدّثن عن تجاربهن. قالت رشا منصور: "تعرضت للعنف عندما أخذت أطفالي إلى الحديقة. أدركت أن الصمت ليس خيارًا. شاركت في الفيديو من أجل أطفالي—ليكبروا في مكان يحترمهم". وأضافت هداس شالوم: "رأيت كيف يمكن للحظة واحدة أن تتحوّل إلى عنصرية. جئت للتصوير لأُظهر لأطفالي أنني أختار ألّا أتنازل".
ودعا مركز ضحايا العنصرية الجمهور إلى الإبلاغ عن كل حالة تمييز أو تحريض أو عنصرية. فكل بلاغ يُتابَع ويتم التعامل معه عبر فحص مهني، أو التواصل مع الجهات الرسمية، أو فتح مسار قانوني. حملة "مساحة آمنة خالية من العنصرية" تذكّر بأن التغيير يبدأ بخيار إنساني واحد.
[email protected]
أضف تعليق