أعلنت مصر رسميًا بدء تصدير القنابل الموجهة خارقة التحصينات من عائلة “حافظ”، بعد اعتمادها ضمن ترسانة سلاح الجو المصري، في خطوة وُصفت بأنها تحول استراتيجي في سياسة التصنيع العسكري للقاهرة. الإعلان جاء عبر الهيئة العربية للتصنيع، التي أكدت بدء تزويد دول صديقة بالمنظومة الجديدة، ما فتح نقاشًا واسعًا في الأوساط العسكرية والإقليمية حول مستقبل التطوير الدفاعي في المنطقة.
ويضع الإعلان منظومة “حافظ” في مواجهة مفتوحة مع منظومات إسرائيلية راسخة، أبرزها القنبلة الذكية “سبايس” (SPICE)، التي تعد إحدى أكثر الذخائر الجوية دقة وانتشارًا على مستوى العالم. وتتميز “سبايس” بقدرات توجيه بصري متقدمة ومستويات دقة شبه معدومة للانحراف، إضافة إلى إمكانية دمجها مع مقاتلات الجيل الخامس.
في المقابل، تمثل “حافظ” نموذجًا مصنّعًا بالكامل داخل مصر، بمدى عملياتي يتراوح بين 70 و120 كيلومترًا وفق النسخة، مع تصميم يهدف لاختراق الأهداف المحصنة والملاجئ الخرسانية. نقطة التحول الأساسية، وفق خبراء، لا تتعلق فقط بالأداء التقني، بل بالقدرة على الإنتاج المحلي والصيانة دون الاعتماد على مصادر خارجية، في ظل قيود تسليحية ومخاطر جيوسياسية متزايدة.
وتضم العائلة ثلاثة طرازات رئيسية، مع إعلان رسمي عن تطوير طرازين إضافيين — أحدهما حراري والآخر فراغي — كجزء من برنامج عسكري معلن خلال معرض “إيدكس 2025” في القاهرة، والذي شاركت فيه وفود عسكرية من نحو 100 دولة.
ويثير تطور التصنيع سؤالًا مركزيًا في المنطقة: هل يبقى معيار التفوق قائمًا على التكنولوجيا الأعلى والأكثر تقدمًا؟ أم أن القدرة على إنتاج هذه التكنولوجيا محليًا باتت معيار القوة السيادية طويلة الأمد؟ تقرير مراقبين عسكريين يذهب إلى أن كلا المسارين لا يُلغيان بعضهما، بل يشكلان مقاربتين مختلفتين: الأولى تعتمد على أجهزة متقدمة ذات تكامل دولي واسع، والثانية تسعى إلى اكتفاء ذاتي استراتيجي يمنع أي تعطيل في لحظات الأزمات.
في كلتا الحالتين، دخول “حافظ” مرحلة الإنتاج والتصدير يضع الصناعة العسكرية المصرية أمام مستوى جديد من المنافسة الإقليمية، ويرسم ملامح نقلة أعمق في منظومة التسلح في الشرق الأوسط.
[email protected]
أضف تعليق