قررت لجنة خاصة برئاسة اللواء موتي ألموز، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع لن يعترفا بجنود الاحتياط الذين أقدموا على الانتحار على خلفية خدمتهم العسكرية خلال حرب «السيوف الحديدية» كـ«قتلى جيش»، وإنما سيُمنحون صفة خاصة هي «توفي نتيجة الخدمة». كما أقرت اللجنة إجراءات تتعلق بالجنائز، والتخليد، وتقديم الدعم للعائلات، على أن تسري هذه التعليمات حتى عامين بعد انتهاء الحرب.
وكانت اللجنة قد شُكّلت بقرار من وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زمير، وضمت ممثلين عن منظومة الصحة النفسية إلى جانب ممثلين عن الجيش ووزارة الدفاع. وخلال الأيام الماضية، درست اللجنة القضية ووضعت آليات التعامل معها داخل المؤسسة العسكرية ووزارة الدفاع.
وبحسب القرار، في حال ورود معلومات عن جندي احتياط أنهى حياته بسبب الخدمة العسكرية، ستُعقد لجنة عسكرية تفحص بشكل عاجل ما إذا كان الجندي قد خدم في الاحتياط في الفترة السابقة، وطبيعة ومدة خدمته، وما إذا كان قد تعرض لأحداث أثرت على حالته النفسية. وفي حال توافرت هذه المعايير، سيجري الجيش «اعترافًا أوليًا» بالحالة.
ووفق الإجراءات الجديدة، ستُقام الجنازة بصيغة «مدنية ذات طابع عسكري»، بما يشمل إلقاء كلمة تأبين من قبل قائد الجندي، وحضور جنود، ووضع إكليل باسم الجيش على القبر. كما سترافق شعبة شؤون الأفراد العائلة خلال فترة العزاء. وفي المرحلة اللاحقة، تتوجه العائلة إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، الذي يدرس كل حالة على حدة. وقال مصدر في اللجنة إن التوجه سيكون «داعمًا ومحتويًا».
وتنص أنظمة وزارة الأمن على ثلاث فئات للاعتراف: قتيل جيش سقط خلال القتال أو الخدمة، معاق جيش توفي نتيجة إعاقته، وشخص توفي نتيجة الخدمة. وقررت اللجنة إدراج جنود الاحتياط الذين أقدموا على الانتحار بسبب الخدمة ضمن الفئة الثالثة. كما تقرر أن يتم تخليدهم في قاعة الذكرى، على غرار معاقي الجيش الذين توفوا بسبب إعاقتهم، من دون حسم مسألة تخليدهم داخل الوحدات العسكرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قرار اللجنة يهدف إلى التأكيد على تحمّل المؤسسة العسكرية مسؤوليتها تجاه جنود الاحتياط الذين أقدموا على إنهاء حياتهم نتيجة صعوبات نفسية ناجمة عن الخدمة.
وبحسب المعطيات، سُجل منذ بداية عام 2025 وحتى شهر أغسطس 16 حالة انتحار لجنود، بينهم سبعة من جنود الاحتياط. وفي شهر يوليو وحده، أنهى أربعة جنود احتياط حياتهم، اثنان منهم خلال الخدمة واثنان بعد إنهاء خدمة احتياط معقدة. وخلال عام 2024، سُجلت 21 حالة انتحار لجنود، بينهم 12 من جنود الاحتياط، بينما سُجلت 17 حالة في عام 2023، و14 حالة في عام 2022، و11 حالة في عام 2021.
وكان تقرير لمركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست، نُشر لأول مرة في أكتوبر الماضي عبر «كان نيوز»، قد أظهر أنه بين يناير 2024 ويوليو 2025 تم توثيق 279 محاولة انتحار بين الجنود، ما يعني إحصائيًا تسجيل سبع محاولات انتحار مقابل كل حالة انتحار واحدة خلال تلك الفترة.
[email protected]
أضف تعليق