تسعى شركة جوجل لمعالجة واحدة من أكثر المشكلات المزمنة في نظام أندرويد: بطء وتشتت تحديثات النظام بين الشركات والهواتف. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن نجاح هذه الخطوة يعتمد بشكل شبه كامل على تجاوب مصنعي الهواتف أنفسهم.
مشكلة تحديثات أندرويد المستمرة
يعاني مستخدمو هواتف أندرويد – باستثناء هواتف بيكسل – من انتظار طويل قبل الحصول على أي تحديث رئيسي للنظام. غالبًا ما تصل الأجهزة الرائدة بعد أشهر، بينما تنتظر الهواتف المتوسطة والاقتصادية أحيانًا عامًا كاملًا قبل تلقي أي تحديث جديد، ما يجعل معظم الشركات في موقع متأخر مقارنة بسرعة تحديثات آبل.
كيف كانت دورة التحديث سابقًا؟
على مدار سنوات، أصدرت جوجل نسخة أندرويد رئيسية واحدة سنويًا، مصحوبة بتحديثات ربع سنوية صغيرة (QPR) دون تغييرات جوهرية في واجهات البرمجة (SDK). هذه البنية جعلت كل إصدار رئيسي عبئًا على الشركات، إذ يتطلب تعديلات واسعة على التطبيقات واختبارات استقرار طويلة قبل طرح التحديث.
التغيير الجديد من جوجل
أعلنت جوجل عن تنفيذ تحديثات SDK صغيرة ومتكررة تحمل ميزات جديدة وواجهات برمجة إضافية دون تغيير سلوك النظام بما قد يكسر التطبيقات. ويُعد التحديث الأخير (QPR2) أول مثال على ذلك، حيث يضيف مزايا جديدة دون إجبار المطورين على تعديل تطبيقاتهم إلا للاستفادة من هذه المميزات.
الهدف من هذه الخطوة هو تقليل الفجوة بين تجربة مستخدمي بيكسل وباقي هواتف أندرويد، بحيث يمكن للهواتف الجديدة، مثل Galaxy S26، أن تأتي بأحدث مزايا أندرويد فور إطلاقها، بدل الانتظار حتى الإصدار الرئيسي التالي.
لا أعذار بعد اليوم للشركات المصنعة
مع التحديثات الفرعية الجديدة، لم تعد الشركات تستطيع التذرع بأن التحديثات صعبة ومعقدة، إذ يمكن دمجها بسهولة نسبية. الأمر يتيح لهم فرصة تحويل تحديثات النظام إلى ميزة تنافسية وتسويقية، كما تفعل آبل منذ سنوات.
التحدي الأكبر لا يزال بيد الشركات والمستخدمين
رغم جهود جوجل، فإنها لا تستطيع إجبار مصنّعي الهواتف على تسريع التحديثات، ولا تزال الهواتف القديمة والمتوسطة تتأخر في تلقي الإصدارات الجديدة، حتى لدى شركات رائدة مثل سامسونج. علاوة على ذلك، تحتاج بعض الأجهزة الاقتصادية وقتًا أطول أو لم تصلها بعد أحدث التحديثات.
وبالتالي، يصبح ضغط المستخدمين هو العامل الحاسم لإنجاح خطة جوجل، عبر اختيار هواتف تُحدث بانتظام، سواء بيكسل أو حتى آيفون، مما قد يجبر الشركات المصنعة على الالتزام بالسرعة والجودة.
خلاصة
الخطوة الجديدة من جوجل تمثل فرصة كبيرة لتحسين تجربة أندرويد، لكنها تعتمد بشكل كامل على تجاوب الشركات المصنعة واستجابة المستهلكين. فإذا شعر المصنعون بأن بطء التحديثات يؤثر على حصة السوق، فقد يتحول التحديث المنتظم إلى عامل تنافسي حقيقي في سوق الهواتف الذكية.
[email protected]
أضف تعليق