قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي في موسكو د. عمار قناة لموقع بكرا أن روسيا ما تزال معنية بالتوصل إلى حل سياسي للصراع مع أوكرانيا، قائم على معالجة الأسباب الجذرية للأزمة وليس فقط وقف إطلاق النار بالمفهوم الأوروبي والأوكراني.

وأوضح أن موسكو تعتبر أن جذور الصراع جيوسياسية تراكمت خلال السنوات الماضية، وأن الضمانات الأمنية هي جوهر مطالبها قبل العملية العسكرية.

وأشار د. قناة إلى أن المتغيرات الأخيرة في مواقف الأطراف الفاعلة، خصوصا في أوروبا، أظهرت شعورا أوروبيا بالخسارة الجيوسياسية واختلال المعادلة الأمنية مع الولايات المتحدة، ما أدى إلى فقدان الرؤية الاستراتيجية.

واعتبر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنت جزئيا وجهة النظر الروسية، ودفعت باتجاه تسوية شاملة كان أبرز بنودها مقترح تبادل الأراضي، الذي قوبل برفض أوكراني وأوروبي.

وأضاف قناة أن واشنطن بدأت تمارس ضغوطا واضحة على الرئيس الأوكراني زيلينسكي منذ وصول إدارة ترامب، خاصة مع تفعيل ملفات الفساد داخل المؤسسات الأوكرانية، معتبرا أن تزامن ذلك مع طرح المبادرة الأمريكية لم يكن بريئا.

استعراض القوة العسكرية والسياسية

وفيما يتعلق بالتصريحات الروسية الأخيرة تجاه أوروبا، أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي أن موسكو لا تهدد الدول الأوروبية بل تستعرض قوتها العسكرية والسياسية، خاصة بعد التصعيد في التصريحات من فرنسا وألمانيا وبريطانيا حول احتمال نشوب حرب.

وأشار إلى أن روسيا تنظر بقلق إلى تصريحات بعض قادة الناتو بشأن إمكانية تنفيذ ضربات استباقية ضدها.

وقال قناة في ختام حديثه أن الصراع الحالي هو نتيجة مباشرة لتوسع حلف الناتو شرقا واقترابه من الحدود الروسية، مشددا على أن المبادرة الأمريكية قد تشكل أساسا واقعيا للحل إذا توفرت الرغبة السياسية لدى جميع الأطراف.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]