عبّرت راوية صفية، والدة الطالب المغدور نبيل صفية من كفر ياسيف، عن ألمها العميق بعد المسيرة الصامتة التي نظمها زملاء ابنها صباح اليوم، مؤكدة أنّ فقدان نبيل يجب أن يكون نقطة تحول حقيقية في مواجهة العنف داخل المجتمع العربي.

وقالت الأم بصوت يختلط بين القوة والانكسار:
"كان يدرس الرياضيات، وطلب مني أن يخرج ليستنشق بعض الهواء. في البداية رفضت ثم سمحت له. قال لي إنه سيقوم بجولة صغيرة، ولم تنتهِ هذه الجولة. اتصلنا به فقال إنه دقيقة وسيصل إلى المنزل، ولم تنتهِ هذه الدقيقة. وجدنا الناس أمام منزلنا، وعرفنا أن ابننا الخلوق المحترم المحبوب قد قُتل."

وأضافت: "أنا راضية فقط إذا كان مقتل ابني سيقلب الموازين في مجتمعنا. ما فعله زملاؤه اليوم قدّرته كثيرًا، وأتمنى أن تكون هذه الجريمة منعرجًا حقيقيًا يقود إلى التغيير."

وانطلقت صباح اليوم في كفر ياسيف مسيرة صامتة بمشاركة طلاب المدارس والمعلمين والأهالي، احتجاجًا على جريمة قتل نبيل صفية، البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، الذي قُتل أمس خلال استراحة قصيرة من الدوام المدرسي إثر إطلاق نار في المكان الذي تواجد فيه. الجريمة خلّفت صدمة كبيرة في البلدة والمجتمع العربي، خصوصًا أن نبيل عُرف بحُسن أخلاقه واجتهاده الدراسي.

المسيرة التي بدأت عند الساعة العاشرة صباحًا اتشح المشاركون خلالها باللون الأسود، تعبيرًا عن الحداد ورفض تفشي العنف. وأكد المنظمون أنّ الهدف منها هو إيصال رسالة واضحة بأن المجتمع يرفض الانفلات القائم ويطالب بضمان أمن الطلاب وسائر المواطنين.

 راوية صفية، في ختام حديثها، شددت على أن دم ابنها يجب ألا يضيع هدرًا، وأن مجتمعًا كاملًا مطالب اليوم بأن يقف بوجه العنف قبل أن تُزهق أرواح أخرى بريئة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]