بعد أكثر من عامين من الغياب شبه الكامل للوفود السياحية بفعل تداعيات الحرب على قطاع غزة، أعلنت فنادق مدينة بيت لحم عن بدء استعداداتها لاستقبال الموسم السياحي الجديد، في خطوة يأمل أصحاب الفنادق أن تُعيد الحياة تدريجيًا إلى واحد من أهم القطاعات الاقتصادية في المدينة.
300 ألف دولار خسائر يومية
وقال إلياس العرجا، نائب رئيس جمعية الفنادق العربية، إن القطاع الفندقي في بيت لحم تعرّض لخسائر غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب، تقدَّر بنحو 300 ألف دولار يوميًا. وأوضح أن معظم الفنادق اضطرت إلى إغلاق أبوابها بالكامل خلال فترة العدوان، ما أدى إلى توقف كامل لحركة الإشغال السياحي وشلل اقتصادي امتد لأشهر طويلة.
وأشار العرجا إلى أن عدد العاملين في القطاع تراجع بشكل كبير، إذ لم يتبقَّ سوى نحو 400 موظف من أصل 3,000 كانوا يعملون قبل الحرب، ما يعكس حجم الضرر الذي لحق بالفنادق والمنشآت السياحية.
عودة تدريجية وإشغال محدود
ورغم عمق الأزمة، يبدي أصحاب الفنادق تفاؤلًا حذرًا بعودة الحركة السياحية تدريجيًا، مع توقعات بأن تصل ذروة النشاط السياحي في النصف الثاني من عام 2026. أما خلال الموسم الحالي، فتتراوح نسب الحجوزات المتوقعة بين 10% و15% فقط، وهي نسبة تُعد منخفضة، لكنها مؤشر أولي على بداية التعافي بعد فترة ركود خانقة.
خطط للترميم وتحسين الخدمات
وتعمل الجهات السياحية والفندقية في المدينة على خطة تعافٍ شاملة، تشمل:
إعادة تأهيل عدد من الفنادق المتضررة.
تحسين مستوى الخدمات المقدّمة للنزلاء.
إطلاق حملات ترويجية دولية للسياحة الدينية والحج.
التعاون مع مؤسسات حكومية ومنظمات دولية لتوفير دعم مالي وفني للقطاع.
ويؤكد المسؤولون في بيت لحم أن استعادة القطاع السياحي لعافيته تتطلب وقتًا وجهدًا واستقرارًا سياسيًا، لكن المؤشرات الحالية تبعث برسائل أمل بعودة تدريجية للزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم.
[email protected]
أضف تعليق