أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اعتبار السعودية "حليفًا غير عضو في الناتو" جدلاً واسعًا في تل أبيب، فيما يتعلق بمستقبل التحالفات الإقليمية والأمن القومي الإسرائيلي.

في مقابلة لإذاعة 103FM الإسرائيلية، قدّم البروفيسور إيال زيسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس جامعة تل أبيب، تحليلاً استراتيجياً لتداعيات هذه الخطوة على إسرائيل والعلاقات الأمريكية-العربية.

وأشار زيسر إلى أن السعودية ليست بالضرورة عدواً لإسرائيل، لكن ما يقلقه هو "الميل المنحدر" الذي قد يؤدي إلى انتقال الامتيازات من السعودية إلى دول أخرى مثل مصر والأردن والعراق، وهو ما يهدد مبدأ التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. كما أشار إلى أن دولاً مثل مصر وتركيا قد تحاول الاستفادة من هذا الوضع الجديد.

وحول زيارة ترامب المتوقعة إلى إسرائيل، اعتبر زيسر أنها "متّسمة بالتملّق"، مؤكداً أن الهدف منها مصلحة متبادلة تشمل الاستثمار والاقتصاد الأمريكي، إلى جانب تعزيز العلاقات مع السعودية.

وبخصوص السلاح النووي وتكنولوجيا تخصيب اليورانيوم، لفت إلى أن الولايات المتحدة قدمت للسعودية ضمانات مهمة، لكنه حذر من أن ما سيحدث بعد انتهاء ولاية ترامب يبقى غير مؤكد. كما أشاد بإمداد الرياض بطائرات F-35 كوسيلة للدفاع عن نفسها، مشيراً إلى أن الدعم الأمريكي قد لا يكون مضمونًا في مواجهة أي هجوم.

فيما يتعلق بالتطبيع، أوضح زيسر أن الإمارات كانت جدية في مسار السلام مع إسرائيل، بينما السعودية ليست في أولوياتها، لعدة أسباب منها الموقف الأمريكي غير المشروط، رغبة السعودية في "إغلاق ملف غزة" أولاً، وعدم الإيمان بوجود شريك فلسطيني قادر على إدارة دولة مستقلة.

واختتم زيسر تحليله بالقول إن التحالفات الإقليمية تتغير بسرعة، وأن المصالح غالباً ما تتجاوز الولاءات، ما يجعل الصديق اليوم حليفاً عابراً غداً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]