أجرى موقع بكرا لقاءً مع الصحافي والكاتب الإسرائيلي "أورن فرسيكو"، مراسل موقع "العين السابعة"، حول الهجمة المتصاعدة على الإعلام في إسرائيل، بما في ذلك استهداف الصحافي غاي فيلغ، وقرار إغلاق إذاعة غلا"تس، والتغييرات المرتبطة بهيئة البث وقانون كراعي، وسأله الموقع عن انعكاس هذه التطورات على المشهد الإعلامي.

وقال فرسيكو و إن السؤال المطروح واسع ومركّب، موضحاً أن ما نشهده في الفترة الأخيرة هو تصعيد إضافي في معركة شاملة تخوضها حكومة نتنياهو الحالية ضد الإعلام الحر في إسرائيل. وأشار إلى وجود مسار تشريعي يهدف إلى ضرب البث العام بسبب استمرار وجود أصوات ناقدة للحكومة داخله، إلى جانب حملة تحريض وتشويه شخصية ضد صحافيين يعملون في الإعلام التجاري، مثل غاي فيلغ، بسبب مواقفهم النقدية.

وأضاف أن الحكومة، في المقابل، تعمل على دعم وسائل إعلام محسوبة عليها مثل القناة 14، أو على الأقل وسائل لا تنتقدها، كعدد من محطات الإذاعة الإقليمية، معتبراً أن هذه السياسة الإعلامية ليست معزولة بل جزء من توجه أوسع.

تضييق ممنهج على المؤسسات الديمقراطية

وأشار فرسيكو إلى أن ما يجري يندرج في إطار حرب أكبر تشنها الحكومة الحالية على ما تبقى من مؤسسات ديمقراطية في الدولة، بما في ذلك الجهاز القضائي، والجامعات، ومنظمات حقوق الإنسان، مؤكداً أن هذه الممارسات تُعد سمة نموذجية للأنظمة ذات الطابع السلطوي.

وأوضح أنه ورغم عدم إجرائه دراسة ميدانية دقيقة حول حجم التأثير، إلا أنه لا يشك في أن هذه السياسات خلقت حالة ردع واضحة، حيث بات الصحافيون الأفراد يشعرون بالتهديد جراء المضايقات والوعيد، كما أصبحت المؤسسات الإعلامية الكبرى أكثر حذراً في إفساح المجال أمام الأصوات المنتقدة للحكومة.

ولفت إلى أن النتيجة المباشرة لذلك هي تآكل حرية الصحافة، وإضعاف القدرة على مساءلة مراكز القوة، وتقليص حق الجمهور في المعرفة، الأمر الذي ينعكس سلباً على جودة الخطاب العام ومستوى الشفافية في إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]