أجرت مؤسسة "كونراد اديناور" للتعايش العربي اليهودي، استطلاعًا، بحث موقف المواطنين العرب من الحرب بين اسرائيل وحركة حماس.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن نصف الجمهور العربي (47%) يقولون أن الردّ الإسرائيلي على هجوم حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 مُبرر، فيما قال 44% من الجمهور العربي لا يبررون ذلك.
كما بيّن الاستطلاع أن غالبية الجمهور العربي (57%)، يعتقدون أن نشطاء حماس قاموا بإيذاء النساء والأطفال عمداً في المستوطنات المحيطة بغزة.
ومن نتائج الاستطلاع كذلك أن أغلبية كبيرة (85%) من الجمهور العربي، تنظر بإيجابية إلى مبادرات المواطنين العرب لمساعدة سكان غلاف غزة. وأفاد 81% من المشاركين في الاستطلاع أن إحساسهم بالأمن الشخصي تضرر نتيجة الحرب، و59% يخشون من تعضهم لمضايقات من قبل المواطنين اليهود.
وأظهر الاستطلاع ايضًا انه في نظر الجمهور العربي، فإن بيني غانتس هو الأنسب لقيادة البلاد في الأزمة الحالية.
مساواة بين الهوية المدنية الإسرائيلية والهوية القومية العربية
وفي حديث لموقع بكرا مع "د.أريك رودنسكي"، الباحث في شؤون المجتمع العربي، في مركز "موشي ديان"، لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا، حول نتائج الاستطلاع، أشار إلى أن الدراسة تُظهر تغيرًا حادًا في مواقف الجمهور العربي وتعزيز اتجاه التماهي مع إسرائيل، وقال:
"إن الحرب بين إسرائيل وحماس، المستمرة منذ أكثر من شهرٍ ونصف، تتسبب في تغييرٍ غير مسبوق في مواقف الجمهور العربي، أولًا وقبل كل شيء، يتم التعبير عن ذلك من خلال التماهي مع سكان المستوطنات في المنطقة المحيطة بغزة، وحتى مع مبادرات التوعية الإسرائيلية في العالم".
وأضاف خلال حديثه: "يتم التعبير عن التماهي مع إسرائيل من خلال الحقيقة، أنه لأول مرة في جميع الاستطلاعات التي أجريناها في السنوات الأخيرة، تم تسجيل مساواة بين الهوية المدنية الإسرائيلية والهوية القومية العربية".
وتابع: "تخلق الحرب صراعًا حادًا بين الرواية الإسرائيلية والرواية الفلسطينية، في وسائل الإعلام العالمية، وشبكات التواصل الاجتماعي. ومن الجدير بالذكر أن هناك المزيد من التماهي بين جيل الشباب في المجتمع العربي، مع الرواية الإسرائيلية فيما يتعلق بأحداث 7 أكتوبر، وهذه نتيجة دراماتيكية، لأن الشباب أكثر تعرضًا من البالغين ليس فقط لوسائل الاتصال المعتادة في إسرائيل والعالم، ولكن أيضا لما يحدث على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث من الشائع الاعتقاد بأن الرواية الإسرائيلية هي حقيقة على نحو سيء".
قلق لدى الجمهور العربي من مضايقات مواطنين يهود
وأوضح أن: "في الوقت نفسه، هناك مستوى عالٍ جدًا من القلق لدى الجمهور العربي، بشأن المضايقات التي يمارسها المواطنون اليهود على خلفية حالة الحرب. ومن الواضح أن أحداث العنف التي وقعت في مايو 2021 يتردد صداها في أذهان الكثيرين، اليهود والعرب على حدٍ سواء".
ولفت أن: "من المهم أن نفهم أن أحداث أكتوبر 2023 مختلفة تمامًاعن أحداث مايو 2021، ومن المهم أن نتذكر ذلك اليوم التالي للحرب. والمواطنون العرب يرسلون إشارة للجمهور اليهودي وللحكومة: نحن جزء لا يتجزأ من الدولة".
[email protected]
أضف تعليق