أدّت الفاجعة التي وقعت، أمس الأحد، بوفاة الفتى بلال محمد النباري (17.5 عامًا) نتيجة صعقة كهربائية من مولد كهربائي وُضع بجانب منزل العائلة في قرية بير الحمام مسلوبة الاعتراف في النقب، إلى حالة من الحزن والغضب في المجتمع العربي-البدوي بالجنوب، وأعادت بشكل مؤلم وملحّ قضية استخدام المولدات الكهربائية في رياض الأطفال والبساتين والمدارس والمؤسسات الحيوية داخل القرى غير المعترف بها، والتي ما زالت بلا ربط بشبكة الكهرباء القطرية، إلى جانب منع السلطات إصدار تراخيص حتى للطاقات الشمسية في المؤسسات التعليمية.

ويؤكد الأهالي والقيادات المحلية أنّ هذه المولدات ليست خيارًا تعليميًا أو خدميًا طبيعيًا، بل حلًّا اضطراريًا مفروضًا نتيجة غياب البنية التحتية الأساسية، الأمر الذي يحمل مخاطر كبيرة على الأطفال والعاملين، فضلًا عن الضرر البيئي والصحي المستمر.

وفي هذا السياق، وجّه منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية-البدوية في النقب رسالة رسمية عاجلة إلى الوزارات المعنية، جاء فيها "إننا في منتدى رؤساء السلطات المحلية البدوية في النقب، نتوجه إليكم بنداء عاجل وموحّد لاتخاذ خطوات فورية لصالح صحة وسلامة أبنائنا والمجتمع ككل، وبهدف الانتقال العاجل من الاعتماد على المولدات إلى حلول طاقة نظيفة وآمنة ومستدامة، مثل الأنظمة الشمسية مع التخزين".

وتابعت الرسالة التي وقعها رئيس المنتدى، رئيس بلدية رهط طلال القريناوي، "إن العديد من المؤسسات التعليمية في القرى غير الموصولة بالكهرباء تضطر إلى الاعتماد على المولدات، الأمر الذي يتسبب في تلوث الهواء والضجيج ويشكل مخاطر أمنية كبيرة، إلى جانب أعطال متكررة تمنع توفير كهرباء مستقرة وتؤثر بشكل مباشر على جودة العملية التعليمية".

وختمت الرسالة بالقول: "نطالب بتدخل حكومي فوري لوقف استخدام المولدات بشكل كامل والبدء بتركيب منظومات طاقة شمسية مع تخزين في كل مؤسسة تعليمية غير مرتبطة بالشبكة". وقد بعث كل من رئيس مجلس إقليمي واحة الصحراء سلامة أبو عديسان، ورئيس مجلس إقليمي القيصوم جبر أبو كف، رسالة مماثلة للمكاتب الحكومية المعنية، حيث يقدم المجلسان الخدمات لعشرات آلاف المواطنين العرب-البدو في النقب في القرى مسلوبة الاعتراف.

من جانبها، أعلنت جمعية "شمسُنا" للطاقة البديلة – العاملة منذ سنوات في تطوير حلول الطاقة النظيفة في النقب – عن جاهزيتها المهنية والتقنية للتعاون الكامل مع الوزارات الحكومية، لتوفير خطط تنفيذ آمنة وسريعة وبكلفة أقل من الاستمرار في الاعتماد على المولدات، وذلك استنادًا إلى تجارب عملية ناجحة في عدة مواقع.

وجاء في توجّه الجمعية للوزارات الحكومية: "إنّ جمعية شمسُنا تضع كامل خبرتها ومهاراتها المهنية تحت تصرف الوزارات، وتؤكد استعدادها لتقديم نماذج عمل جاهزة، خطط تنفيذ، وتوصيات هندسية عملية، بما يضمن إنهاء الاعتماد على المولدات بأسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة على الدولة والسلطات المحلية".

وتؤكد الجمعية أن "البديل موجود ومجرب وفعال، وأنه لا توجد حاجة لانتظار سنوات من الإجراءات البيروقراطية، فحلول الطاقة الشمسية مع التخزين يمكن تنفيذها خلال أسابيع وليس سنوات".

وأشار عضو إدارة جمعية "شمسنا"، رائد أبو القيعان، إلى أنّ "وفاة الفتى بلال النباري ليست حادثًا مأساويًا عابرًا، بل إنذارٌ قاسٍ لضرورة إنهاء هذا الوضع بشكل فوري، كي لا تكون هناك ضحية قادمة يمكن إنقاذها بإجراء واحد صحيح. سلامة أبنائنا ليست ملفًا إداريًا بل أمانة ومسؤولية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]