ظهور مذهل بعد قرن من الغياب.. ساعة جيب نادرة تعود لتتصدر قائمة الأغلى في العالم

توقعات بتحطيم الأرقام القياسية للساعة الأكثر غموضًا في تاريخ الصناعة

بعد اختفاء استمر عقودًا طويلة، تستعد واحدة من أهم التحف في عالم صناعة الساعات للظهور مجددًا في مزاد تاريخي تنظمه دار “سوذبيز” في نيويورك خلال ديسمبر المقبل.
الساعة الأسطورية “Grosse Pièce” التي أنتجتها دار الساعات السويسرية العريقة أوديمار بيجيه، توصف بأنها “أعظم تاج” في تاريخ الدار، إذ لا تظهر إلا مرة كل بضعة عقود ثم تعود إلى الظل، ما زاد من غموضها وجاذبيتها.

تحفة هندسية استغرق بناؤها 6 سنوات

تتميز الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر بكونها عملًا هندسيًا وفنيًا فريدًا يضم 18 تعقيدًا ميكانيكيًا، من بينها توربيون وآلية فلكية تعرض خريطة السماء فوق لندن مرصعة بـ315 نجمة و18 كوكبة.
وبحسب ما نشرته “بلومبرغ”، فقد استغرقت صناعتها ست سنوات كاملة قبل تسليمها عام 1921 لعميل أميركي مجهول، بعد أن طلبتها شركة المجوهرات البريطانية Smith & Sons.

ظهور يتيم منذ 100 عام

لم تظهر الساعة علنًا إلا مرة واحدة في القرن الماضي خلال معرض جنيف لعام 1920، ثم اختفت وسط صفقات خاصة حيّرت خبراء الساعات لسنوات طويلة. وحتى عندما ذُكرت في مقالات عام 1990 وفي كتاب المؤرخ Gisbert L. Brunner عام 1993، بقيت أشبه بأسطورة يصعب تتبعها.

المفاجأة الكبرى: اكتشافها في مجموعة خاصة

اتضح لاحقًا أن المستثمر الأميركي روبرت أولمستد اقتنى الساعة عام 1970 مقابل 23,350 دولارًا فقط، حيث أصبحت جوهرة مجموعته الخاصة التي ستُعرض الآن في مزاد بعنوان “اكتشافات استثنائية: مجموعة أولمستد للتعقيدات”.

وسيشمل المزاد أيضًا قطعًا نادرة أخرى، منها ساعتان غير معروضتين من قبل لدار باتيك فيليب، تتميزان بآلية مزدوجة الحركة داخل تصميم واحد — وهو ابتكار غير مسبوق في عالم الساعات.

قيمة مرشحة لكسر سقف التوقعات

تُقدّر دار “سوذبيز” أن يتراوح سعر الساعة بين 500 ألف ومليون دولار، لكن خبراء الدار لا يستبعدون أن تتجاوز هذا السقف نظرًا لقيمتها التاريخية والميكانيكية النادرة، خصوصًا أنها الساعة الوحيدة في تاريخ Audemars Piguet التي تجمع بين توربيون وآلية فلكية.

وتُقارن “Grosse Pièce” بتحف أسطورية مثل ساعة Graves Supercomplication (1932) وساعة Packard Sky Chart (1927) من باتيك فيليب. ورغم أن هاتين الساعتين أكثر تعقيدًا، فإن تميز أوديمار بيجيه في السبق الزمني يمنح هذه القطعة مكانة فريدة قد تمكّنها من تحطيم الأرقام القياسية.

تصريح سوذبيز

قالت دارين شنبر، رئيسة قسم الساعات في “سوذبيز”:

“إنها أكثر ساعة تعقيدًا صنعتها Audemars Piguet وظلت في ملكية خاصة. ولا توجد أي ساعة أخرى من تلك الفترة تضم توربيون أو قرصًا فلكيًا. لا أستبعد أن تسجّل رقمًا قياسيًا جديدًا للعلامة.”