تتابع الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل بقلق مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن صفقة بيع 48 طائرة مقاتلة من طراز F-35، وسط خشية من أن حصول الرياض على مكاسب كبيرة من واشنطن سيقلّل من دوافعها للمضي في خطوات تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال د. يوئيل غوزنسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن الصفقة المقترحة تحمل مخاطر سياسية وأمنية لإسرائيل، مضيفًا أن منح السعودية طائرات متطورة أو اتفاق دفاع مع الولايات المتحدة "قد يُضعف الحافز السعودي للتقدم نحو تطبيع العلاقات، لأن مصالح الرياض الأساسية ترتبط بواشنطن قبل كل شيء".

اجتماع مرتقب مع ترامب 

وتزامن النقاش مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن واجتماعه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي زيارة تحظى بتغطية واسعة في الإعلام السعودي الذي وصفها بأنها "تاريخية" وتمهّد لمرحلة جديدة من التعاون السياسي والأمني والتكنولوجي بين البلدين.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن منح السعودية حزمة واسعة من التفاهمات مع الولايات المتحدة—تشمل صفقة الطائرات، واتفاق دفاعي، ودعمًا للبرنامج النووي المدني—قد يترك إسرائيل أمام معادلة خاسرة: "عدم الحصول على تطبيع، وفي الوقت نفسه خسارة التفوق النوعي" كما قال غوزنسكي.

ورغم أن الصفقة، في حال إقرارها، ستستغرق سنوات حتى تكتمل، ترى أصوات في إسرائيل ضرورة الضغط على واشنطن لربط أي تقدّم فيها بخطوات سعودية ملموسة تجاه التطبيع، وعدم منح الرياض تنازلات واسعة دون مقابل سياسي في مسار العلاقات مع إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]