أجرى موقع بكرا مقابلة مع توفيق جبارين، عضو لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، للحديث عن الجدل الدائر حول الانتخابات القادمة لرئاسة اللجنة، والتي تمثل إحدى أبرز المؤسسات التمثيلية للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني.
وقال جبارين إن الانتخابات ستجري يوم السبت القادم وفق ما هو مخطط، مؤكدًا أن الاجتماعات التحضيرية الأخيرة للجنة الانتخابات أسفرت عن توافق شامل بين كافة الأحزاب والمكونات المشاركة. وأوضح: "أمس الأول كان هناك اجتماع للجنة الانتخابات شارك فيه مندوبو اللجنة جميعًا وهم يمثلون كافة الأحزاب والمركبات للجنة المتابعة، وتم التوافق على جميع القضايا التي كانت مطروحة والتي كان فيها بعض الملاحظات. نحن الآن في حالة من التوافق حول مجمل العملية الانتخابية، ونحن بانتظار الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم السبت القادم."
الانتقادات والاتهامات بالتلاعب
ورغم ذلك، هناك أصوات انتقادية أثارت تساؤلات حول نزاهة الانتخابات، مثل ما طرحه عطا أبو مديغم والأستاذ علي خضر زيدان، الذين اعتبروا أن هناك احتمالًا للتلاعب وأن الأحزاب تحتكر العملية الانتخابية على حساب التمثيل الديمقراطي الحقيقي.
ورد جبارين على هذه الانتقادات بقوة، مشددًا على أن الانتخابات لم تجرِ بعد ولا يمكن الحديث عن أي تلاعب: "الانتخابات لم تجري بعد حتى نتحدث عن تلاعب، انتخابات ستجري يوم السبت القادم. علينا عندما نتحدث عن تلاعب أن يكون هناك أساس لذلك، أما الآن، فلا أساس من الصحة لمصطلح تلاعب."
وأكد أن كل الاعتراضات السابقة تم التعامل معها خلال الاجتماعات الأخيرة: "في اجتماعنا تم طرح كافة القضايا التي كان عليها اعتراضات من كل المكونات وتم علاجها جميعًا، وصدر بيان يوضح كل هذه المسائل، فلا يوجد شيء مختلف عليه الآن في عناوين فضفاضة."
التوجه إلى القضاء: حدود القانون والدولة
تطرق الحديث أيضًا إلى تهديدات البعض باللجوء إلى القضاء الإسرائيلي لتأجيل الانتخابات، مثل ما ذكره الأستاذ سائد عيسى. وأوضح جبارين موقفه من ذلك: "أنا أربأ بأخي الأستاذ سيد عيسى وبجميع الإخوة أن يتوجهوا إلى القضاء الإسرائيلي في قضية وطنية مثل لجنة المتابعة، فهذا ليس من صلب القضايا القانونية، بل هي قضية وطنية تمثل أبناء شعبنا تحت سقف واحد."
وأضاف: "لجنة المتابعة ليست شخصية قانونية، وليست جمعية، وليست حزبًا مسجلاً، بل هي لجنة تمثيلية شعبية. لذلك، لا يمكن تقديم أي شكوى قانونية بهذا الخصوص، وأي لجوء إلى القضاء قد يضر بالقضية الوطنية أكثر مما ينفع."
آلية الانتخاب: بين الواقع والمطالب بالتغيير
حول آلية انتخاب الرئيس، أشار جبارين إلى أن الواقع الحالي يعتمد على انتخاب الرئيس من بين المكونات السياسية المشاركة في اللجنة، معربًا عن موقفه الشخصي مؤيدًا الانتخاب المباشر من كافة أبناء الشعب العربي: "أنا شخصيًا مع الانتخاب المباشر من جميع أبناء شعبنا، لكن الآلية المعتمدة حاليًا هي انتخاب الرئيس من ضمن المكونات التي تشكل لجنة المتابعة، ويجب الالتزام بها الآن."
وأكد أن النقاش حول الانتخاب المباشر ليس جديدًا، وأنه مطروح على طاولة لجنة المتابعة منذ سنوات، ويستمر النقاش حوله لكن الانتخابات الحالية لرئاسة اللجنة يجب أن تتم وفق الآلية المعتمدة.
انتهاء ولاية الرئيس الحالي والمرحلة القادمة
أشاد جبارين بالدور الذي قام به الرئيس المنتهية ولايته، أبو سعيد، وقال: "الرئيس المنتهية ولايته قدم الكثير لأبناء شعبه، حافظ على مسافة واحدة من جميع المكونات السياسية، وكانت له أيادٍ بيضاء وعمل ممتاز ورائع. رفض تمديد ولايته رغم طلب كافة المكونات، ومن هنا نقول له: الله يعطيك العافية."
وأشار إلى ضرورة انتخاب رئيس جديد لتجنب الفراغ في المنصب: "إما أن ننتخب رئيس لجنة متابعة، أو أن نبقى ندور في حلقة مفرغة. وهذا لا يجدر بنا، فالانتخابات ستجرى يوم السبت القريب وكل الاستعدادات مكتملة."
التحدي الأكبر: الوحدة الوطنية والحفاظ على السقف الوطني
وختم جبارين حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والمصلحة العليا للجماهير العربية: "هذا السقف الوطني الذي يجمعنا جميعًا يجب أن نحافظ عليه، مع التعامل مع كافة الملاحظات والخلافات بروح المسؤولية. يجب أن نعمل على تمتين أسس لجنة المتابعة وبناء مرحلة جديدة من التوافق السياسي، مع التركيز على التعاون بين جميع الأحزاب والمكونات."
وأضاف: "أنا أختلف مع الجبهة، أختلف مع الحزب الشيوعي، أختلف مع التجمع الوطني الديمقراطي، لكن هناك قضايا نتفق عليها جميعًا. يجب أن نحافظ على هذا السقف ونعمل على تقويته وتمتين الأعمدة لهذا السقف."
[email protected]
أضف تعليق