السؤال:
كنتُ في جلسة مع العائلة وقلتُ عن شخص كلمة تُعد غيبة، لكن في تلك اللحظة لم أقصد الغيبة، ولم أكن أدرك أن ما أقوله يُعد محرّمًا. ولو كنت أعلم ذلك لما قلته أبدًا. فهل عليّ إثم في هذه الحالة، رغم أنني لم أتعمد الغيبة ولم أكن واعيًا بما أقوله؟

الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح عند العلماء أن التوبة من الغيبة تقتصر على الندم والاستغفار، ولا يلزم فيها إخبار الشخص المغتاب، ولا استئذانه في المغفرة.

وعليه:

إذا كان قصدك أن قولك صدر منك دون وعي، أي أن لسانك تكلم بهذه الكلمة بدون إرادة منك، فلا شيء عليك في هذه الحالة، لأن الإثم مرفوع عن الناسي، والمخطئ، والمكره. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه» (سنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان).

أما إذا تلفظت بالغيبة عن قصد، لكنك لم تنتبه لتحريمها، فالظاهر أنك مؤاخذ بها، ويجب عليك التوبة والاستغفار. كما ذكر الزركشي في البحر المحيط في أصول الفقه: نسيان الأحكام بسبب قوة الشهوات لا يسقط التكليف، وكذلك القول في الغيبة والنميمة والكبر والفخر وغير ذلك من أمراض القلوب.

الخلاصة:
الأحوط أن تستغفر الله تعالى مما صدر منك، وأن تحرص بعد ذلك على ضبط لسانك والانتباه لما تتلفظ به.

والله أعلم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]