كشف تقرير جديد صادر عن مصلحة التشغيل الإسرائيلية أن نسبة مشاركة الرجال الشباب (بين 20 و24 عامًا) في سوق العمل تراجعت خلال عقد من 80% إلى 68%، لتتساوى لأول مرة مع نسبة مشاركة النساء. ويُظهر التقرير أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع هو ارتفاع نسبة الشباب العرب واليهود المتدينين (الحريديم) في الفئة العمرية نفسها، وهما مجموعتان تُسجّلان معدلات تشغيل منخفضة نسبيًا.
وبحسب التقرير، فإن نسبة المشاركة في القوى العاملة لدى الشباب العرب تراجعت بسبب تصاعد مشاعر الإحباط واليأس من إمكانية العثور على عمل. فقد تبيّن أن نسبة الشباب العرب الذين تخلّوا عن البحث عن وظيفة تبلغ ضعفَي ونصف تلك المسجّلة بين نظرائهم اليهود. وأوضح معدّو التقرير أن هذه الظاهرة "تعكس فقدان الثقة بسوق العمل وصعوبة الاندماج فيه، خصوصًا بين من يفتقرون إلى المهارات المهنية أو المؤهلات التعليمية الكافية".
شرائح أخرى
ويحذر التقرير من أن هذه الاتجاهات قد تمتد قريبًا إلى شرائح أخرى من المجتمع، بما في ذلك الشباب المتعلمون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، كما حدث في بعض الدول الغربية.
ويشير التقرير إلى أن الانخفاض في معدلات التوظيف يتركز بين الرجال، بينما أظهرت النساء، ولا سيما الشابات العربيات، زيادة طفيفة في المشاركة الاقتصادية، وإن كانت هذه الزيادة لا تزال محدودة ولا تعوّض التراجع العام.
في المقابل، ارتفعت نسبة المشاركة في العمل بين الفئات العمرية الأكبر (25–66 عامًا) من 79% إلى 81% خلال السنوات العشر الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع معدلات تشغيل النساء.
ويؤكد التقرير أن "البطالة المنخفضة لا تعني بالضرورة وضعًا اقتصاديًا صحيًا"، موضحًا أن تراجع المشاركة في سوق العمل يعني أن هناك مزيدًا من الشباب الذين توقفوا عن البحث عن فرص عمل، ما يجعل من الصعب إعادتهم إلى السوق لاحقًا.
كما يلفت التقرير إلى أن الشباب العرب يعانون من نقص في البدائل المهنية وضعف في البنية الاقتصادية للمجتمعات العربية، إضافة إلى فجوات مزمنة في التعليم والتدريب المهني، ما يجعل فرصهم في سوق العمل الإسرائيلي محدودة للغاية.
النساء العربيات
وفي تعليقها على النتائج، قالت المديرة العامة لمصلحة التشغيل، عينات مشش، إن "الانخفاض في معدلات تشغيل الشباب يأتي بالتوازي مع زيادة إيجابية في مشاركة المجموعات التي كانت حتى وقت قريب على هامش سوق العمل، مثل النساء العربيات". لكنها حذّرت من أن استمرار الاتجاه الحالي قد يؤدي إلى "أزمة اقتصادية واجتماعية أعمق، إذا لم تُتخذ خطوات جذرية لتأهيل الشباب العرب وتوسيع فرصهم المهنية".
ويخلص التقرير إلى أن معالجة الظاهرة تتطلب استثمارًا حكوميًا جادًا في التعليم المهني، وتشجيع المبادرات الاقتصادية المحلية في البلدات العربية، إلى جانب سياسات تشغيل شاملة تُعيد الثقة للشباب وتدمجهم فعليًا في سوق العمل الإسرائيلي.
[email protected]
أضف تعليق