في حديث خاص مع موقع بكرا بعد إعلانها صباح اليوم ترشحها رسميًا لرئاسة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قالت الناشطة الاجتماعية والمديرة المشاركة في حراك "نقف معًا" رلى داوود إن قرارها بخوض المنافسة لم يأتِ من فراغ، بل من تجربة طويلة في العمل الميداني وتنظيم المظاهرات والفعاليات الشعبية، مؤكدة أن ما شهدته خلال هذه السنوات من احتكاك مباشر بالناس كشف لها حجم الإحباط والقلق السائد، وأضافت: "من خلال عملي الميداني كمديرة قطرية لحراك نقف معًا، رأيت الواقع عن قرب، رأيت الخوف، والغضب، واليأس، لكني رأيت أيضًا طاقة هائلة لدى الناس تنتظر من يوجّهها. هذا ما دفعني إلى الترشح، لأن الوقت حان لفتح صفحة جديدة في عمل لجنة المتابعة تكون فيها القيادة قريبة من الناس، لا بعيدة عنهم".
تقول داوود إن ترشحها ليس خطوة رمزية، بل "محاولة جادة لإعادة بناء الثقة بين الناس ومؤسساتهم الوطنية"، مشيرة إلى أن الشارع العربي يعيش حالة من الجمود وفقدان الأمل. وأضافت: "الناس لا تحتاج إلى مؤتمرات ولا بيانات، بل إلى قيادة ميدانية تعرفهم وتعيش قضاياهم. التغيير لا يُصنع من المكاتب، بل من الميدان، من الاحتكاك المباشر بالناس والاستماع لهم".
"التمثيل الشبابي والنسائي غائب... وهذا خلل يجب تصحيحه"
ترى داوود أن غياب النساء والشباب عن مواقع صنع القرار "ليس مصادفة بل نتيجة تراكم طويل لسياسات الإقصاء"، وتضيف: "لدينا نساء وشباب في الميدان، يقودون مبادرات ويصنعون التغيير، لكنهم مغيبون عن مواقع القرار. هذه الفجوة لا يمكن أن تستمر، إذا أردنا فعلاً بناء مجتمع متوازن وقادر على مواجهة التحديات".
وتؤكد داوود أن الوقت حان لفتح المجال أمام طاقات جديدة داخل لجنة المتابعة، معتبرة أن تجديد القيادة هو الشرط الأول لبناء مشروع وطني معاصر قادر على مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية التي يواجهها المجتمع العربي في الداخل.
وعن دافعها الشخصي للترشح، قالت داوود إن الظروف الحالية "تفرض التحرك لا الانتظار"، مضيفة: "نحن في مرحلة صعبة تتزايد فيها التحديات من عنف وجريمة وتهميش، ولا يمكن مواجهتها بخطاب تعبوي فقط. نحتاج إلى شجاعة سياسية وميدانية، وإلى قرارات واقعية تعيد الإيمان بالعمل الجماعي".
وأضافت أنها حصلت على تزكيات من عدد من رؤساء القوائم والأحزاب العربية، وستقدّم أوراق ترشحها رسميًا خلال اليومين المقبلين، مؤكدة أن كل الاحتمالات مفتوحة "بما في ذلك التوافق على مرشحة نسائية مشتركة، المهم أن تكون القيادة القادمة صوتًا للناس لا صدى للأحزاب".
في ختام حديثها، شددت داوود على أن حملتها لا تقوم على شعارات أو وعود، بل على الرغبة في خلق مسار جديد يعيد للناس ثقتهم بأنفسهم، وقالت:"أنا لا أبحث عن موقع، بل عن فرصة لإحياء روح القيادة في مجتمعنا. الميدان علّمني أن الناس جاهزون للتغيير، لكنهم يحتاجون إلى قيادة حقيقية تؤمن بهم قبل أن تطلب منهم الإيمان بها".
[email protected]
أضف تعليق