التقينا مع أمير مخول، الكاتب والمحلل السياسي في مركز تقدم للسياسات، للحديث عن التوترات الأخيرة بين إسرائيل وتركيا في قطاع غزة، وأبعاد هذه الأزمة الإقليمية في ضوء خطة ترامب ودور الولايات المتحدة.

إسرائيل تعترض والدور التركي مدعوم أمريكيًا
أوضح مخول أن الحكومة الإسرائيلية اعترضت على إرسال تركيا آليات متطورة للتفتيش عن جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة، كما رفضت فكرة إشراك تركيا في إعادة إعمار القطاع والإشراف الأمني على تنفيذ خطة ترامب، رغم تأكيد الإدارة الأمريكية على وجود دور تركي في هذا الإطار.


وأشار إلى تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان ووزير خارجيته حقان فيدان، التي أكدت أن تركيا ستشارك في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، بما في ذلك تقديم المساعدات، وتنظيم دوريات أمنية، ومراقبة الحدود، مستفيدين من خبراتهم السابقة في مهام السلام.

خلفيات الرفض الإسرائيلي وأبعاد المساومات
أوضح مخول أن الموقف الإسرائيلي يعتمد على عدة اعتبارات:

المخاوف من دعم تركيا لبقاء حماس بدلاً من تفكيكها، وفق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.

احتمال وقوع اشتباكات عرضية بين الجنود الإسرائيليين والأتراك، مستذكرين حادثة أسطول الحرية 2010.

رغبة تركيا في تعزيز مكانة أردوغان دوليًا وتأمين مصالح شركات البناء التركية.

وأضاف مخول أن بعض المراقبين يشككون في أن يكون الاعتراض الإسرائيلي على الدور التركي موقفًا مبدئيًا حقيقيًا، بل قد يكون وسيلة للمساومة على ملفات أخرى، لا سيما الملف السوري، حيث قد تسمح إسرائيل بدور تركي محدود في غزة مقابل تنازلات في مناطق استراتيجية أخرى مثل جنوب سوريا والحدود اللبنانية وإقليم السويداء.

وأشار مخول إلى أن إسرائيل، رغم التزامها رسميًا بتنفيذ خطة ترامب، تحتفظ بحرية المناورة في الملفات السورية واللبنانية، وهو ما لا ينطبق على غزة، حيث يسعى الطرف الإسرائيلي للحفاظ على توازن بين إبقاء حماس ضعيفة، ودور تركي محدود، مع الانتباه لموارد الغاز الطبيعي وموقعها الاستراتيجي في المتوسط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]