موقع بكرا

اكدت الباحثة في الشأن المغربي الدكتورة آمال جبور لموقع بكرا ان توالي الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء ليس حدثاً عرضياً، بل يعكس تحولاً نوعياً في قناعات القوى الدولية الكبرى بكون المقترح المغربي هو الحل الواقعي والوحيد القابل للتنفيذ.

وقالت "منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، ثم فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، وتأييد أكثر من 120 دولة، تعززت مكانة المبادرة المغربية داخل مجلس الأمن، حيث أصبحت ثلاث دول دائمة العضوية تدعم بشكل صريح الطرح المغربي، باعتبار المغرب شريكاً موثوقاً في شمال إفريقيا وصمام أمان في محيط إقليمي متقلب."

وأشارت د. جبور إلى ان هذا الزخم الدبلوماسي لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة دينامية مغربية نشطة قادها الملك محمد السادس، جعلت من الدبلوماسية المغربية أكثر حضوراً وفاعلية في المحافل الدولية، سواء عبر فتح قنوات جديدة مع قوى مؤثرة، أو من خلال مبادرات تنموية كبرى خصوصا في الاقاليم الجنوبية، تُجسد رؤية المغرب لربط الأمن بالتنمية والاستقرار.

وفي هذا الإطار، ابرزت الباحثة جبور البعد الإفريقي والأطلسي في سياسة المغرب الخارجية، مشيرة إلى ان الملك محمد السادس دعا إلى إطلاق مبادرة الفضاء الأطلسي، لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، معتبراً أن معالجة تحديات المنطقة لا تكون بالمقاربات الأمنية وحدها، بل بالتنمية والتعاون المشترك.

وأضافت أن خطابات الملك المتكررة تجاه الجزائر، التي حملت رسائل صريحة لمدّ يد المصالحة، تؤكد أن المغرب ينطلق من منطق بناء الثقة والشراكة المغاربية لا منطق الصراع.
 

التحول اللافت في الموقف الروسي

ونوهت جبور الى التحول اللافت في الموقف الروسي مؤخرا، إذ انتقلت موسكو من الحياد السلبي إلى الحياد الإيجابي حيال قضية الصحراء، في خطوة مهمة تسبق صدور قرار جديد لمجلس الأمن نهاية أكتوبر الجاري.

وفي تعقيبها بخصوص المؤشرات الأمريكية حول احتمال تحقيق مصالحة مغربية-جزائرية خلال ستين يوماً، قالت د. جبور "يبدو أن المنطقة مقبلة على إعادة ترتيب أولوياتها نحو السلام والتنمية، في ظل إدراك دولي متزايد لأهمية الاستقرار المغاربي كضمانة لمصالح الغرب في مواجهة تمدد النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]