قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صفقة مكونة من 21 نقطة تهدف لإنهاء التصعيد في غزة، تتضمن شروطًا لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإجراءات سياسية وأمنية في المنطقة، لكنها أثارت جدلاً واسعًا حول وضوحها وإمكانية تنفيذها.
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي د. ثائر أبو راس، شدّد على أن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، مشيرًا إلى أن الاتفاقية فضفاضة وغير محددة، وتترك العديد من الأسئلة مفتوحة بشأن تطبيقها على الأرض:"القضية الأساسية في خطة ترامب أنها غير واضحة، وتترك العديد من الأسئلة مفتوحة بالنسبة لحماس وسكان غزة بشكل عام. بعد 72 ساعة، يُتوقع أن تتنازل حماس عن الأسرى الإسرائيليين، وهنا ستواجه رئيس وزراء إسرائيلي غير معني بنهاية الحرب، ورئيس أمريكي داعم لإسرائيل، فتكون الكرة الآن في ملعب حماس: هل ستوافق على الخطة أم سترفضها؟"
وتطرق أبو راس إلى موضوع الضم الإسرائيلي للضفة الغربية، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب بمنع نتنياهو من ضم أجزاء من الضفة لا تعني بالضرورة حل القضية: "حتى لو منع ترامب ضم الضفة، هناك احتمال أن تعود إسرائيل في المستقبل للحديث عن ضم أجزاء استراتيجية منها، خصوصًا دون أي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية، وهذا يعطي إسرائيل فرصة مستمرة لمحاولة ضم أجزاء من الضفة الغربية."
وبشأن السياسة الإقليمية والإسرائيلية خارج غزة، أوضح أبو راس أن الضربات الإسرائيلية في المنطقة ستستمر، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تمتنع حاليًا عن استهداف دول حليفة للولايات المتحدة مثل قطر، لكنها قد تضرب أهدافًا في اليمن أو لبنان أو العراق إذا لزم الأمر، مع تنسيق أمريكي كامل، خاصة ضد الجماعات التي تعتبر معادية لإسرائيل والولايات المتحدة.
وأشار أبو راس إلى نقطة مهمة تتعلق بإيران، قائلاً: "فشل المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى أعاد فرض العقوبات الغربية عليها، وهو ما قد يعطي إسرائيل فرصة لضغط إضافي على إيران، رغم أن الدول الغربية غير معنية بإشعال حرب كبرى بين إسرائيل وإيران."
واختتم المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على أن خفض التصعيد في غزة لا يعني بالضرورة استقرارًا إقليميًا، وأن هناك الكثير من الملفات المفتوحة التي قد تؤثر على مستقبل المنطقة، خاصة في ظل سياسات إسرائيل الأمريكية والإيرانية المعقدة.
[email protected]
أضف تعليق