انعقد الليلة الماضية في نيويورك مؤتمر دولي برعاية فرنسا والسعودية تحت عنوان “حل الدولتين”، وسط مشاركة واسعة لقادة ورؤساء حكومات من دول أوروبية وعربية وآسيوية. المؤتمر جاء استكمالاً للمبادرات الدولية التي تدعو إلى تسوية سلمية عادلة، وفي مقدمتها الاعتراف بدولة فلسطين.

اعتراف فرنسي ودول أوروبية أخرى

افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعمال المؤتمر بإعلان رسمي عن اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكداً أن “الوقت قد حان لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى”، مضيفاً أن أكثر من 140 دولة حول العالم باتت تدعم هذا التوجه.
لوكسمبورغ، مالتا، موناكو، أندورا وبلجيكا انضمت لاحقاً إلى الاعتراف، مع تباين في الشروط، حيث ربطت بلجيكا قرارها بإنهاء سيطرة حركة حماس وإطلاق سراح جميع الأسرى.

الموقف السعودي

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ألقى كلمة شدد فيها على أن استمرار “الاعتداءات الإسرائيلية في غزة والضفة والقدس” يقوّض الأمن الإقليمي والدولي، مؤكداً أن الحل الوحيد لتحقيق السلام هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مع انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووقف الانتهاكات.

كلمة السلطة الفلسطينية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أرسل كلمة مسجلة بعد منعه من الحضور من قبل السلطات الأميركية. رحّب عباس بالاعترافات الجديدة، معتبراً أنها خطوة مهمة نحو وقف الحرب والحصار، ودعا إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة عبر الأمم المتحدة والأونروا. وأكد أن السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمّل المسؤولية الكاملة عن الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال حكومة واحدة وقانون واحد، مشدداً على ضرورة وقف الاستيطان والاعتداءات على المقدسات.

دعم ومواقف دولية

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف الاعتراف بدولة فلسطين بأنه “خطوة تاريخية”، واتهم إسرائيل بمحاولة إنهاء فكرة الدولتين.
ملك الأردن عبد الله الثاني دعا إلى وقف العنف في الضفة وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة دون قيود، مؤكداً أن العالم أمام خيارين: استمرار الحرب أو سلام على أساس حل الدولتين.
الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيرانتو قال إن بلاده ستعترف بإسرائيل فور اعترافها بدولة فلسطين.
كما أكد قادة دول أخرى، بينهم ألمانيا وإيطاليا، على ضرورة وقف الحرب بشكل دائم وإطلاق عملية سياسية جدية.

نحو مسار جديد

المؤتمر اعتُبر محطة بارزة في الحراك الدبلوماسي العالمي، إذ تجاوز الاعتراف بفلسطين حدود دول الجنوب ووصل إلى داخل الاتحاد الأوروبي. المشاركون شددوا على أن هذه الخطوات ليست النهاية بل بداية مسار طويل نحو سلام شامل، وأن حل الدولتين هو الإطار الوحيد الممكن لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]