تشهد الساحة الدولية تحولات متسارعة لصالح الاعتراف بدولة فلسطين. فبعد إعلان بريطانيا وأستراليا وكندا اعترافها الرسمي مساء الأحد، أعقبتها البرتغال بخطوة مماثلة، ليصل عدد الدول التي اعترفت بفلسطين إلى 152 دولة. هذا التطور يمهّد لموجة جديدة من الاعترافات المتوقعة غداً (الاثنين)، بالتوازي مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحسب مصادر دبلوماسية، ستعلن ست إلى ثماني دول أوروبية انضمامها للمسار، في مقدمتها فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو وأندورا، بينما تُدرس الخطوة في نيوزيلندا وفنلندا. فرنسا، التي تقود الحملة بالتعاون مع السعودية، تعمل على استقطاب دول من شرق آسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، فيما تلمّح ألمانيا إلى احتمال تغيير موقفها إذا ما أقدمت إسرائيل على خطوات أحادية مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية.
الموجة الجديدة تحمل طابعاً سياسياً ورمزياً في آن، إذ تُعيد وضع القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولي، وتُحرج إسرائيل أمام شركائها الغربيين. ورغم أن الاعتراف لا يترجم فوراً إلى تغييرات ميدانية مثل فتح سفارات أو عضوية كاملة في الأمم المتحدة، فإنه يعمّق العزلة السياسية لتل أبيب، ويفتح المجال أمام ضغوط إضافية عليها.
الرد الإسرائيلي؟!
في إسرائيل، لم يُتخذ بعد قرار واضح حول الرد. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن أن الموقف الرسمي سيُعرض بعد عودته من واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة. السيناريوهات المطروحة في أوساط حكومته تتراوح بين ضبط النفس وبين خطوات أحادية مثل ضم غور الأردن، غير أن محللين حذروا من أن أي إجراء متسرع قد يفاقم التوتر مع أوروبا ويهدد اتفاقيات إقليمية قائمة.
في رام الله، رحّبت القيادة الفلسطينية بالاعترافات الجديدة، ووصفتها بأنها "انتصار سياسي يؤكد أن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر مسار تفاوضي"، فيما اعتبرت قوى معارضة في بريطانيا وكندا وأستراليا أن الخطوة تمثل "مكافأة لحماس". ومع ذلك، يرى مراقبون أن الاعترافات المتلاحقة تُعيد رسم المشهد الدبلوماسي في المنطقة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الضغط الدولي على إسرائيل.
[email protected]
أضف تعليق