الأربعاء 30.07.2025، عُقِدَ يومٌ دراسي في المجلس المحلّي طرعان حول موضوع تذويت التفكير الجندري في سلطات الحكم المحلّي، وذلك ضمن مشروع "نساء في تَقَدُّمْ". جاء هذا اليوم بمبادرة من المنظّمات: إيتاخ مَعَكِ - حقوقيّات من أجل العدالة الاجتماعيّة، مركز أدڤا وشتيل، وبالشراكة مع المجلس المحلّي طرعان.
عُقِدَ اليوم الدراسي بهدف تعزيز قدرات موظّفات وموظّفي المجلس المحلّي، بمن فيهم كبار الموظفين، على بلورة وتطوير استراتيجيّات للتحليل الجندري، وتذويت التفكير الجندري ضمن عمل وتخطيط المجلس المحلّي. شمل ذلك التطرُّق إلى: مراقبة تنفيذ القرارات الحكوميّة من منظور جندري، تشجيع سياسات تعزّز المساواة الجندريّة كجزءٍ من ضرورة العمل على دمج احتياجات النساء في كافّة مراحل اتّخاذ القرارات، من التخطيط وحتّى التنفيذ الفعلي لبرامج ومشاريع المجلس المحلّي.
افتُتح اليوم بمحاضرة قدّمتها د. ياعيل حسون، المديرة العامّة لمركز أدڤا، بعنوان "دمج التفكير الجندري في سياسة السلطة المحلّيّة وتخصيص ميزانيّاتها". لاحقًا، أُقيمت ورشة عمل تفاعليّة بقيادة طاقم مشروع "نساء في تَقَدُّمْ"، تحت عنوان "الجندر في سياق العمل البلدي - من النظريّة إلى التطبيق". شهد هذا اليوم حضورًا لافتًا، من بينهم: رئيس المجلس المحلّي، مدير عام المجلس المحلّي، المستشارة للنهوض بمكانة المرأة، إلى جانب مديري ومديرات الأقسام المختلفة.
وقد عبّرت المحامية نورا أشقر زهر، مديرة مشروع "نساء في تَقَدُّمْ" في جمعيّة إيتاخ مَعَكِ - حقوقيّات من أجل العدالة الاجتماعيّة عن تقديرها لسيرورة التعاون قائلة: "نُثني على استعداد المجلس المحلّي في طرعان لدفع سيرورة تذويت التفكير الجندري في عمل السلطة المحلّيّة، لما فيه مصلحة نساء طرعان وعموم سكّان البلدة. نحن نؤمن أنّ لقاء اليوم يشكّل قاعدة صلبة لتعميق الشراكة، ونأمل في إطار هذه السيرورة أن نتمكّن من دمج احتياجات النساء في سيرورة اتّخاذ القرارات، بحيث تنعكس هذه الاحتياجات في السياسات، وفي توزيعٍ عادلٍ ومتساوٍ للميزانيّات. سنواصل مرافقة سيرورة تذويت التفكير الجندري في المجلس المحلّي، بهدف إتاحة المجال أمام صوت النساء واحتياجاتهن، وضمان أن تكون البرامج والمشاريع ملائمة لواقع نساء البلدة، ممّا يُسهِم في تحسين جودة حياة عموم السكّان".
كما عقّبت المستشارة للنهوض بمكانة المرأة في طرعان، حنان صبّاح، على اليوم الدراسي قائلة: "هذا اليوم يمثّل خطوة هامّة وأساسيّة في المسار الّذي نقوده في المجلس المحلّي، من أجل تعزيز المساواة الجندريّة، وتذويت التفكير الجندري كقاعدة للعمل اليومي في كافّة أقسام المجلس. الحديث هنا يدور عن مسار طويل المدى، هدفه ضمان أن تكون سياسات المجلس المحلّي، برامجه وميزانيّاته، معبّرة عن الاحتياجات المختلفة والحقيقيّة للنساء والرجال على حدٍّ سواء. أرى أهمّيّة عظمى في التعاون الوثيق بين المستشارة وبين المستوى الإداري الأعلى ومديري الأقسام، انطلاقًا من إدراك حقيقة أنّ التفكير الجندري ليس موضوعًا منفصلًا، بل هو جزءٌ لا يتجزّأ من سياسة جماهيريّة عامّة ناجعة، عادلة ودافعة نحو التقدُّم. أشكر جميع الشركاء في هذا المسار، وأتعهّد بمواصلة العمل بعزمٍ وإصرار، من أجل دفع سيرورة حقيقيّة عميقة، قادرة على أن تُحدث أثرًا إيجابيًّا ملموسًا في جودة حياة عموم أهالي طرعان".
وبحسب المحامية رغدة عوّاد، منسِّقة المشروع في منظّمة شتيل، فإنّ عقد هذا اليوم الدراسي يُعدّ خطوة ذات دلالات عميقة، حيث قالت: "نحن على دراية تامّة بالتحدّيات المعقّدة الّتي تواجهها السلطات المحلّيّة العربيّة، من نقص في الميزانيّات الحكوميّة، إلى صعوبات في البنى التحتيّة، وتفشّي آفّة العنف والجريمة. مع ذلك، فإنّ مسألة عقد يوم دراسي لتعزيز التفكير الجندري في طرعان، هي خطوة بالغة الأهمّيّة والتأثير. التفكير الجندري لا ينحصر في كونه مسألة مساواة، بل هو مفتاح لتحسين جودة حياة النساء، وتعزيز المجتمع بأسره".
وقد شدّدت د. نهاية عويضة، منسِّقة المشروع في مركز أدڤا، على البُعد الاستراتيجي، حيث قالت: "تعزيز المساواة الجندريّة في السياسات والميزانيّات البلديّة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات والتأثيرات المختلفة على النساء والرجال، لا يُعدّ فقط مسألة عدالة اجتماعيّة وتقليص فجوات، بل هو استثمار مجتمعي يعود بالمنفعة والفائدة على عموم المجتمع. حين تتبنّى سلطة محلّيّة عدسة المساواة الجندريّة في تحديد السياسات وفي سيرورة إعداد الميزانيّات، فهي تضمن أن تكون الخدمات العامّة، مثل التعليم والمواصلات والرفاه والتخطيط الحضري، ملائمة ومتناسبة ومتاحة للجميع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]