كشف موقع "واللا" العبري، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإطلاق مناورة عسكرية واسعة النطاق في قلب مدينة غزة، في حال فشلت المفاوضات الجارية مع حركة حماس بشأن صفقة إطلاق سراح الأسرى. واعتبر الموقع أن "اليوم هو لحظة حاسمة" في مسار التفاوض.
وبحسب التقرير، فإن الأيام الأخيرة شهدت مؤشرات إيجابية حول إحراز تقدم في المحادثات، إلا أن غياب إعلان رسمي حتى الآن يثير مخاوف من انهيار المفاوضات. ونقل الموقع عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحذيرها من أنه "في حال لم يُحرز تقدم خلال الساعات المقبلة، قد تصادق القيادة السياسية على إطلاق مناورة تستهدف المناطق المركزية في غزة، مع تطويق المخيمات الرئيسية".
وأفادت مصادر سياسية بأن الطرفين – إسرائيل وحماس – يظهران حرصًا على التوصل إلى اتفاق، لكن لا تزال هناك خلافات تتطلب ضغوطًا من الوسطاء لحلها خلال وقت قصير. كما أشارت إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية لن تنتظر طويلًا، وستلجأ إلى تكثيف الضغط العسكري إذا لزم الأمر، متوقعةً تنفيذ خطة تشمل نقل السكان من المدينة نحو جنوب القطاع ومحاصرة مخيمات اللاجئين ودير البلح.
وقال مصدر أمني رفيع: "رغم القتال المستمر منذ شهور، لا تزال المقاهي والمطاعم والمتاجر في مدينة غزة تعمل حتى الآن. وإذا تم تنفيذ قرار بنقل السكان، فستكون له تداعيات قاسية على حماس".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الميدانية في خمسة محاور رئيسية: محور فيلادلفيا، موراج، نتساريم، جباليا، وبيت لاهيا، مع تركيز خاص على كتيبة بيت حانون حيث يتحصن العشرات من عناصر حماس داخل شبكة أنفاق.
وبحسب الموقع، فإن القضاء على قائد كتيبة بيت حانون يُعتبر مفتاحًا لكسر معنويات المقاتلين، نظرًا لموقعها الحيوي قرب الخطوط الدفاعية الإسرائيلية. كما أشار التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل منذ أكثر من أسبوع على "تطهير" جباليا من الجماعات المسلحة، تمهيدًا للتقدم نحو قلب مدينة غزة.
وفي موازاة ذلك، تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت خلال الأيام الأخيرة مئات المواقع في دير البلح، أحياء جنوب غزة، ومدينة خان يونس. وتعتمد القوات الإسرائيلية في الجنوب على تكتيك "الكماشة" لعزل المسلحين وإخراجهم من الأنفاق، وسط عمليات هندسية تهدف إلى تدمير البنية التحتية تحت الأرض.
ورغم استمرار القتال، أكد التقرير أن المساعدات الإنسانية تُوزع في جنوب قطاع غزة، بينما تسوّق إسرائيل لفكرة تحويل مدينة رفح إلى "منطقة إنسانية آمنة" للفلسطينيين بعد إخضاعهم للفحص الأمني. بالمقابل، تواصل حماس شنّ هجمات على القوات الإسرائيلية في رفح، على الرغم من خسارتها لمحور موراج.
[email protected]
أضف تعليق