هل أنقذت إسرائيل العالم من النووي الإيراني؟
أشار شموئيل شاي – رئيس منتدى الأعمال إسرائيل – الإمارات، ومستشار اقتصادي لاتفاقيات إبراهيم إلى أن الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيران النووية، والذي بدأ فعلياً، ليس مجرد عملية عسكرية محدودة، بل خطوة استراتيجية عالمية قد يتبيّن لاحقاً أنها أنقذت العالم بأسره.

خطر عالمي لا يهدد إسرائيل فقط
وأوضح أن قرار الحكومة الإسرائيلية بتدمير القدرات النووية الإيرانية جاء نتيجة إدراك عميق بأن سلاحاً نووياً بيد نظام الملالي في طهران لا يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل فقط، بل خطراً حقيقياً على النظام العالمي بأسره.

ولفت إلى أن إيران ليست دولة عادية ذات مصالح وطنية، بل نظام متطرف يقوده رجال دين يعملون وفق رؤية أيديولوجية دينية-ثورية، هدفهم ليس السلام ولا التنمية ولا التعاون، بل التوسع العقائدي، والسيطرة من خلال الإرهاب. وكان السلاح النووي سيشكّل نقطة تحوّل كبيرة في هذا المشروع.

وأكد شموئيل شاي أن النظام الإيراني يمول الإرهاب في المنطقة منذ عقود: من حزب الله في لبنان، مروراً بحماس في غزة، إلى الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن. كما أشار إلى أن طهران تسعى لمحاصرة الدول العربية المعتدلة، وإسقاط الأنظمة الموالية للغرب. وفي السنوات الأخيرة، زادت من تدخلاتها في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مع تصعيد خطاب الكراهية ضد إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة.

تحالفات خطيرة تهدد الاستقرار العالمي
وأضاف أن وراء إيران تقف روسيا والصين – دولتان عظميان ترغبان بتقويض النظام الديمقراطي العالمي. روسيا المعزولة دولياً بسبب غزو أوكرانيا، والصين التي تسعى لاستبدال الهيمنة الأمريكية. كلتاهما ترى في إيران شريكاً طبيعياً لدعم أجنداتهما، وتقدمان لها دعماً اقتصادياً وأمنياً وتكنولوجياً. ونووي إيراني بدعم موسكو وبكين كان سيُنشئ تحالفاً قاتلاً يهدد الاستقرار الدولي وسيادة القانون والحريات في العالم.

وأشار إلى أن العالم الغربي اختار التغاضي، وأدار ظهره للخطر الإيراني، من خلال حوارات لا تنتهي ومجال تنفّس دبلوماسي. في المقابل، لم تنتظر إسرائيل هجوماً نووياً، بل تصرّفت بجرأة ومسؤولية أخلاقية. وانتقد "النفاق الأوروبي"، وخصّ بالذكر دولاً مثل فرنسا وبريطانيا والنرويج والسويد، التي أدانت إسرائيل رغم محاربتها للإرهاب.

سباق تسلح نووي وتهديد عالمي
وأوضح شموئيل شاي أن إسرائيل أدركت أن تأخير إيران لم يعد كافياً، وأن امتلاكها لسلاح نووي سيشعل سباق تسلح في المنطقة، حيث قد تسعى السعودية، تركيا، ومصر للسير على خطاها. النتيجة ستكون انتشار السلاح النووي في مناطق غير مستقرة، بيد جهات غير عقلانية – وقد منعت إسرائيل هذا السيناريو الكارثي.

وتابع قائلاً إن هذه العملية لم تكن فقط دفاعاً عن النفس، بل خطوة لحماية الشرق الأوسط، وأوروبا، وإفريقيا – بل والعالم كله – من خطر إرهاب نووي. وأشار إلى أن دولاً أوروبية مثل بلجيكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، التي عانت من الإرهاب الراديكالي، كانت ستجد نفسها تحت تهديد مباشر من قنبلة نووية متطرفة.

دعوة لدعم المرحلة الثانية: تغيير النظام
وشدد شموئيل شاي على أن العالم يجب أن يشكر إسرائيل علناً، لا أن يدينها، ولا أن يختبئ خلف عبارات دبلوماسية. بل عليه الاعتراف بأن إسرائيل أنقذت البشرية من كابوس نووي، وعليه الآن أن ينتقل إلى المرحلة التالية: تفكيك نظام الملالي.

وأوضح أنه لا يكفي منع القنبلة، بل يجب اجتثاث الفكر الحاكم في طهران. الأيديولوجيا. الاستبداد. وعلى المجتمع الدولي – وخاصة الدول الغربية والعربية – دعم القوى الليبرالية داخل إيران، والعمل على إقامة نظام ديمقراطي، صديق للغرب، داعم للسلام، يعمل من أجل رفاه شعبه، لا من أجل تصدير الثورة.

واختتم بالقول إن إسرائيل عبر خطوة حاسمة وجريئة، خلقت واقعاً جديداً. لقد وضعت حداً عالمياً للتهديد النووي الراديكالي، وفي كثير من المعاني – أنقذت العالم. والآن – جاء دور العالم لينضم إليها، ويساندها في إسقاط النظام الإيراني – من أجل بناء شرق أوسط وعالم أكثر أماناً، حرية، وقوة في وجه قوى الظلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]