احتفلت جامعة تل أبيب بنهاية عام أكاديمي مميز، ضمن برنامج "خطوات أولى في العلوم"، أحد برامج شبكة متين للتفوق الأكاديمي، والذي يضم نخبة من طلاب المرحلة الثانوية من المجتمع العربي، الطامحين للاندماج في مجالات الـSTEM: العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات.
قبل ثلاث سنوات فقط، كان عدد طلاب المرحلة الثانوية العرب المشاركين في برامج الجامعة قريبًا من الصفر، مقارنةً بما يزيد عن 20,000 طالب يهودي. اليوم، وبفضل الشراكة المثمرة مع العلماء: البروفيسور يوسف مشهراوي، البروفيسور عبد السلام عازم، والبروفيسور رجاء جريس، يشق مئات الطلاب العرب طريقهم العلمي بثقة وإبداع، في رحلة أكاديمية أسبوعية إلى الجامعة بعد ساعات الدوام المدرسي، يضعون خلالها حجر الأساس لمستقبل واعد في البحث العلمي والتميّز الأكاديمي.
والأهم من ذلك، أن البروفيسور نوعام إليعاز، عميد كلية الهندسة في جامعة تل أبيب، شارك الطلاب وعائلاتهم وممثلي الصناديق الداعمة (يد هنديف، كلارمن، وكراون...) هذا الإنجاز المميز، مؤكدًا أن هذا المسار هو طريق حقيقي نحو التفوّق العلمي الذي يستحقه المجتمع العربي.
أشرف جبور لبكرا: نطمح لطلاب عرب في أعلى المناصب بمجالات الهايتك والعلوم
في لقاء أجراه موقع "بكرا" مع الأستاذ أشرف جبور، مدير عام جمعية الروّاد، تحدّث عن أهمية الدور الذي تلعبه البرامج الأكاديمية النوعية في تمكين طلاب المجتمع العربي، لا سيما في مجالات العلوم والهندسة والهايتك.
"نهضة التعليم العالي التي كنا شركاء في صناعتها خلال السنوات الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس، فنسب الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية في ارتفاع مستمر، وهو أمر مشجع للغاية".
لكن، بحسب جبور، فإن التحدي الأكبر لا يزال متمثلًا في الاندماج الحقيقي لطلابنا في مجالات العلوم، الهندسة، والهايتك، وليس فقط في مجرد الالتحاق بالتعليم العالي.
"نحن نطمح أن نرى طلابنا في وظائف نوعية ومتقدمة في عالم الهايتك، لا نبحث فقط عن الانخراط، بل عن الوصول إلى المناصب العليا، سواء في البحث العلمي أو في الطواقم الإدارية العليا. الأمر ذاته ينطبق على الأكاديميا، حيث لا تزال أعداد الحاصلين على درجات بروفسور في مجالات العلوم والهندسة من أبناء مجتمعنا ضئيلة جدًا. نحن نريد تغيير هذا الواقع".
طلابنا يملكون الشغف والقدرات ونريدهم في مواقع التأثير العلمي
وأشار إلى أن برنامج "خطوات أولى في العلوم" هو أحد المشاريع الأساسية في شبكة متين، التي تسعى لتحقيق هذا التحوّل عبر مرافقة الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية وتشجيعهم على الانخراط المبكر في الحياة الأكاديمية.
"طلابنا يملكون الشغف والقدرات، وهم متألقون فعلًا، وقد أثبتوا أنفسهم هذا العام من خلال فوزهم بجوائز مرموقة، من بينها جوائز من رئيس الدولة ووزير التربية والتعليم، وهذا مصدر فخر لنا".
وختم جبور حديثه لموقع "بكرا" بدعوة لمواصلة دعم هؤلاء الطلاب، ليس فقط في المرحلة الثانوية، بل خلال مسيرتهم الأكاديمية وما بعدها:
"هذه المرحلة ليست فقط تحضيرًا للأكاديميا، بل جزء منها. والأهم هو ما بعد ذلك — عندما يدخلون سوق العمل بعد خمس أو عشر سنوات — نريد أن نراهم في أعلى المناصب في مجالات العلوم الدقيقة والتكنولوجيا."
[email protected]
أضف تعليق