نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن آفاق المفاوضات بين إيران وأميركا.
 

وفي التقرير  قالت الصحيفة إنه "على خلفية التعقيد العالمي، يعاني الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات، في حين تشتد حالة عدم الاستقرار في كل أنحاء العالم بسبب تصاعد الحروب التجارية التي تشنها واشنطن مع الصين وأوروبا ودول أخرى".
وذكر أن إيران تواجهاً تضخماً جامحاً، وانهياراً في العملة المحلية، وارتفاعاً في البطالة، وانعدام ثقة واسع النطاق بين عامة الناس، وأضاف: "لقد وجهت العقوبات التي أعادت إدارة ترامب فرضها بعد انسحابها من الاتفاق النووي لعام 2015 ضربات قاسية لقطاعات النفط والمصارف والصناعة في إيران".
وأردف: "على الرغم من الجهود الأوروبية لإنقاذ العلاقات الاقتصادية مع طهران، فإن الفوائد الملموسة ظلت ضئيلة، الأمر الذي ترك إيران تواجه الضغوط

الداخلية والخارجية بمفردها إلى حد كبير. وفي الشهر الماضي، هدد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قائلا إنه أميركا سوف تتسبب في انهيار الاقتصاد الإيراني والقضاء على صناعتها النفطية".
ووفق التقرير، فقد أكدت تصريحات بيسنت، التي نقلتها قناة CNBC وأدلى بها خلال مؤتمر اقتصادي في نيويورك، على هدف الولايات المتحدة المتمثل في خفض صادرات النفط الإيرانية، التي تبلغ حالياً 1.5 مليون برميل يومياً، مضيفاً أنَّ "الإدارة الأميركية تهدف إلى فصل طهران عن النظام المالي الدولي".
كذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية أيضاً عقوبات الشهر الماضي على شبكة دولية متهمة بنقل النفط من إيران إلى الصين. وفي هذا الواقع، يُصبح التواصل مع واشنطن أداةً استراتيجية، ومن وجهة نظر إيران، يُعدّ الدخول في محادثات دون تخفيف مُسبق للعقوبات استسلاماً. أما بالنسبة للرئيس دونالد ترامب، فسيُعتبر الحوار المباشر انتصاراً دبلوماسياً، وفق التقرير.
أيضاً، تلفت "جيروزاليم" إلى أنه "من وجهة نظر إسرائيل، فإنّ الهدف واضح وهو منع إيران من تطوير أسلحة نووية ووقف تمركزها العسكري في سوريا ولبنان"، وأضاف: "تخشى القدس أن تؤدي المحادثات المباشرة بين واشنطن وطهران إلى اتفاق جزئي يخفف الضغط على إيران دون تفكيك برنامجها النووي بالكامل. كذلك، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قاد لفترة طويلة معارضة الاتفاق النووي الأصلي، إلى ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران وتجنب تقديم تنازلات سابقة لأوانها. وفي الوقت نفسه، يُدرك أن للولايات المتحدة مصالح عالمية أوسع، وأن إسرائيل قد لا تتمكن من التأثير على كل تفاصيل المفاوضات".
وأكمل: "في لقائهما الأخير، قدّم ترامب ونتنياهو جبهةً موحدةً بشأن إيران. لكن خلف الكواليس، لا تزال الخلافات قائمة. قد يوافق ترامب، ساعيًا إلى إنجاز دبلوماسي، على صفقةٍ تعارضها إسرائيل. من ناحيةٍ أخرى، سيجد نتنياهو صعوبةً في التنحي جانباً إذا احتفظت إيران بأيّ قدراتٍ نووية".


ولطالما صرّح ترامب بأن الحل الدبلوماسي هو الخيار الأمثل لطموحات إيران النووية. وفي خطاب فوزه ليلة الانتخابات الأميركية، قال مُعلناً: "لن أشعل الحروب، بل سأنهيها"، وهي رسالةٌ بدت جليةً في إسرائيل وطهران.
ومع ذلك، ومع تزايد الإلحاح في كل من إسرائيل والولايات المتحدة بشأن التقدم الذي أحرزته إيران في برنامجها النووي، صعّد ترامب تهديداته، متعهدا بأنه إذا رفضت إيران التوصل إلى اتفاق، فإنها ستواجه ضربات "لم تر مثلها من قبل".
كذلك، أشار ترامب صراحةً إلى ضربة أميركية إسرائيلية مشتركة، وقد دُعمت تهديداته بحشد القوات الأميركية في المنطقة، بما في ذلك نشر قاذفات استراتيجية وقاذفات شبحية.
ورغم تحالفهما الصريح، يجب على إسرائيل أن تستعد لاحتمال اضطرارها للتحرك منفردةً لحماية أمنها، فخيار المواجهة العسكرية مطروحٌ دائمًا، خاصةً عندما يفشل الضغط الاقتصادي في تحقيق نتائج سياسية، بحسب التقرير.
واعتبرت الصحيفة أنه "في حال فشل المفاوضات أو تعثرها، وإذا اعتقد أيٌّ من الطرفين أن الطرف الآخر قد انتهك القواعد، فسيزداد احتمال نشوب صراع بشكل كبير، وأردفت: "من جانبها، تواصل إسرائيل الاستعداد لمواجهة محتملة مباشرة أو بالوكالة، وخاصةً من خلال حزب الله أو الجماعات الشيعية في سوريا".
ورأى التقرير أيضاً أن "إيران لا تقف مكتوفة الأيدي، بل تنقل صواريخ بعيدة المدى إلى العراق قادرة على الوصول إلى أوروبا، موجهةً بذلك رسالة واضحة إلى كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل"، وتابع: "لم تتخل إيران عن طموحاتها في امتلاك الأسلحة النووية، ومع دعواتها المتكررة لتدمير الكيان الصهيوني، يجب على العالم أن يستيقظ ويطبق عقوبات قاسية على هذه الدولة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]