نشرت سلطة الابتكار تقريرها السنوي "صورة الوضع الحالي – النساء والهايتك 2025"، الذي يرصد واقع مشاركة النساء في قطاع التكنولوجيا المتقدمة. رغم الارتفاع في أعداد النساء اللواتي يدرسن التخصصات التكنولوجية ويعملن في الهايتك، إلا أن التقرير يكشف عن فجوات كبيرة في التمثيل الإداري وريادة الأعمال.
وفقًا للبيانات، لا تشغل النساء سوى 17% من المناصب الإدارية العليا في شركات الهايتك الإسرائيلية، بينما لا تتجاوز نسبة المديرات التنفيذيات في الشركات الناشئة 10%. كما أن نسبة التمويلات التي حصلت عليها الشركات التي تديرها نساء لا تتعدى 4.3% من إجمالي رأس المال الذي تم تجنيده في السنوات الأخيرة، ما يعكس صعوبة وصول النساء إلى مصادر الاستثمار.
تقدم في الدراسة والتوظيف، لكن دون انعكاس على الإدارة
يُظهر التقرير ارتفاعًا في أعداد النساء اللواتي يدرسن تخصصات الهايتك، حيث تضاعف عدد الأكاديميات في هذا المجال خلال العقد الأخير، وازدادت نسبة العاملات في القطاع بـ 65%، ليصل عددهن إلى حوالي 130 ألف امرأة. كذلك، ارتفع عدد النساء العاملات في البحث والتطوير بـ 140%، ومع ذلك، فإن التمثيل النسائي في هذا المجال لا يزال محدودًا، حيث لا تتجاوز نسبتهن 26.5% من إجمالي الباحثين.
وفي مجال التعليم، ارتفعت نسبة الطالبات المتقدمات لامتحان الرياضيات بمستوى 5 وحدات إلى 48.2%، بينما زاد عدد الطالبات في علوم الحاسوب بـ 75% منذ عام 2016، لكنهن ما زلن يمثلن 36.1% فقط من إجمالي المتقدمين.
فجوات جغرافية عميقة بين المركز والضواحي
التقرير أشار أيضًا إلى وجود فجوات واضحة بين المركز والضواحي في دراسة تخصصات الهايتك. نسبة الفتيات اللواتي يقدمن لامتحان علوم الحاسوب بمستوى 5 وحدات في تل أبيب ومنطقة المركز أعلى بثلاث مرات من نظيراتهن في القدس، وبضعفين مقارنة بمنطقة الجنوب، وبـ 50% أكثر من منطقتي الشمال وحيفا.
دعوات لتغيير هيكلي لزيادة تمثيل النساء في القطاع
وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، غيلا غمليئيل، عقّبت على نتائج التقرير قائلة: "إسرائيل قوة تكنولوجية عالمية، ولا يمكنها التخلي عن الإمكانيات الهائلة التي تملكها النساء في ابتكار المستقبل. لا تزال الفجوات في المناصب الإدارية وريادة الأعمال والاستثمارات عميقة، وهناك حاجة إلى تغيير هيكلي من قبل الحكومة لضمان تمثيل أكثر إنصافًا، وتعزيز وصول النساء إلى التمويل والمناصب القيادية في القطاع."
أما درور بين، المدير العام لسلطة الابتكار، فقد وصف التقدم الذي أظهره التقرير بأنه غير كافٍ، مضيفًا: "على الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد النساء العاملات في القطاع، إلا أن ذلك لم يُترجم إلى تحسن في تمثيلهن في المناصب الإدارية العليا أو في مجال ريادة الأعمال. يجب أن نستمر في تطوير برامج تأهيلية وتمويلية تتيح لعدد أكبر من النساء الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار."
مع استمرار هذه الفجوات، يرى الخبراء أن تعزيز دور النساء في الهايتك لا يعد فقط ضرورة اجتماعية، بل هو عامل حيوي لتعزيز تنافسية الاقتصاد الإسرائيلي، وضمان استدامة نمو قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
[email protected]
أضف تعليق