في ليلة قاتمة، توقفت حياة السباح إيهم ناصر، الذي كان رمزًا للأمل والشغف، برصاصة أطلقها مجهول أمام منزله في مدينة الطيرة. إيهم، البالغ من العمر 24 عامًا، كان موهبة لامعة في عالم السباحة، وحقق إنجازات بارزة، من بينها تحقيق رقم قياسي للشباب في إسرائيل، والفوز بميدالية برونزية في سباق 50 مترًا سباحة على الظهر في بطولة إسرائيل لعام 2018.

كل من عرف إيهم يتحدث عن ابتسامته الدائمة وروحه الإيجابية. شقيقه هيثم ناصر قال: "إيهم كان إنسانًا رائعًا، الجميع أحبه، لا أستطيع أن أفهم لماذا خسرناه بهذه الطريقة القاسية." أما مدربه ليران فاكنين، الذي عمل معه في مخيمات السباحة، فقد وصفه بأنه كان "الشخص الذي ينشر الفرح في كل مكان".

إيهم بدأ السباحة في سن السابعة، مستوحى من شقيقه الأكبر، وتمرّن في عدة أندية رياضية حتى أصبح أحد أسرع السباحين الشباب في البلاد. لكنه لم يكن مجرد رياضي؛ فقد كرس حياته بعد اعتزاله لتعليم الأطفال السباحة والعمل كمنقذ، ليبقى قريبًا من الماء الذي لطالما أحبه.

الضحية رقم 46

مقتله صدم مجتمعه، فقد كان الضحية رقم 46 في المجتمع العربي منذ بداية العام. الطبيبة أسيل بشارة، التي تعرفه منذ طفولته، عبرت عن حزنها قائلة: "إيهم كان نموذجًا للنجاح، وهذا يثبت أن أحدًا ليس بمأمن. نحن نعيش في خوف دائم."

رغم أن مدينة الطيرة تعج بالكاميرات، إلا أن حوادث القتل تستمر دون حل. عائلته وأصدقاؤه يطالبون بالعدالة، متسائلين: إلى متى ستبقى الجريمة تحصد أرواح الأبرياء دون رادع؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]