سوق العمل المُستقبلي يستوجب الإلمام في مجال الذكاء الاصطناعي والقُدرة الذاتيّة على التكيُّف مع التغيُّرات
انعقد مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) في دافوس لعام 2025 في شهر يناير 2025. وهذا هو الموعد السنوي المعتاد الذي يُعقد فيه الاجتماع السنوي للمنتدى في مدينة دافوس، سويسرا، بمشاركة قادة من عالم الأعمال والسياسة والمجتمع.
ناقش المؤتمر قضايا عالمية مهمة مثل الاقتصاد، الابتكار، البيئة، والتكنولوجيا. وتمّ التركيز بشكل كبير على التغيرات في سوق العمل والمهارات المطلوبة لمستقبل العمل.
توقعات سوق العمل وفقًا لتقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى:
من المتوقع أن يتم إنشاء حوالي 170 مليون وظيفة جديدة بحلول نهاية العقد، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي، التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والتغيرات الديموغرافية.
في المقابل، قد تختفي حوالي 92 مليون وظيفة حاليًا.
المحصلة النهائية هي زيادة صافية بمقدار 78 مليون وظيفة عالميًا.
المهن المتوقع أن تشهد أكبر نمو:
عمال الزراعة: حوالي 34 مليون وظيفة إضافية بحلول عام 2030، بفضل التحول إلى الاقتصاد الأخضر والحاجة إلى الزراعة المستدامة.
سائقو التوصيل: تزايد الطلب نتيجة توسع التجارة الإلكترونية وتغير سلوكيات المستهلكين.
مطورو البرمجيات: طلب مرتفع بسبب التحول الرقمي السريع في مختلف القطاعات.
عمال البناء: نمو كبير بسبب مشاريع البنية التحتية والتوسع الحضري.
مندوبو المبيعات في المتاجر: استمرار الطلب في قطاع البيع بالتجزئة، سواء في المتاجر التقليدية أو عبر الإنترنت.
المهارات الأساسية المطلوبة لمستقبل العمل:
وفقًا للتقرير، 39% من المهارات الأساسية المطلوبة في الوظائف الحالية ستتغير بحلول عام 2030.
أبرز المهارات التي ستزداد أهميتها تشمل:
الكفاءة التكنولوجية: مهارات في الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، والتعامل مع الأنظمة الرقمية.
المهارات الإنسانية (المهارات الناعمة): التفكير الإبداعي، المرونة، القدرة على التكيف مع التغيرات، الفضول، والالتزام بالتعلم المستمر.
القيادة والتأثير الاجتماعي: القدرة على إدارة الفرق، والتأثير على العمليات التنظيمية في بيئات عمل ديناميكية.
الوعي البيئي: الفهم العميق للممارسات المستدامة وتطبيقها في مختلف مجالات العمل.
العلاقة بين المهارات والصحة العقلية ("رأس المال المعرفي"):
إلى جانب المهارات التقنية والإنسانية، ركّز المنتدى على أهمية "رأس المال المعرفي" – والذي يشمل القدرات المعرفية، الصحة العقلية، والمهارات الفكرية.

مع تقدم التكنولوجيا وزيادة متوسط العمر، تصبح المهارات المعرفية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
التحديات مثل اضطرابات الصحة العقلية، التشتت الرقمي، والضغط المعرفي تشكل تهديدًا كبيرًا لقدرات الإنسان العقلية.
التوصية الأساسية: الاستثمار في الصحة النفسية والتوازن بين التكنولوجيا وتطوير القدرات البشرية والابتكار.
إذا، أبرز منتدى دافوس 2025 أن النجاح في سوق العمل المستقبلي يتطلب التركيز على التعلّم المستمر، تطوير الكفاءات التقنية، وتعزيز المهارات الإنسانية.
المستقبل سيكون لمن يستطيع التكيّف مع التغيّرات!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]