في عام 2024، كشف "خط الدعم للإنترنت الآمن" التابع لاتحاد الإنترنت الإسرائيلي عن تلقي 3665 شكوى حول إساءة عبر الإنترنت، مع تسجيل نسبة 7.7% فقط من الشكاوى من المجتمع العربي. أبرز القضايا التي تم الإبلاغ عنها تشمل الابتزاز الجنسي والتنمر، حيث وقعت 30% من البلاغات على منصات ميتا (فيسبوك، إنستغرام، وواتساب). كما لوحظ أن المجتمع العربي يعاني بشكل أكبر من ظاهرة الابتزاز الجنسي عبر الإنترنت مقارنة ببقية المجتمع الإسرائيلي.
اعلى البلاغات- تيك توك
تُظهر البيانات أن تيك توك يشهد نسبة أعلى من البلاغات في المجتمع العربي مقارنة بالمجتمع العام، حيث يصل معدل الاستخدام بين البالغين في المجتمع العربي إلى 70%. لتوفير دعم أكبر، سيُنفّذ تعاون خاص خلال شهر الإنترنت الآمن لتعزيز الوعي بالمخاطر الرقمية، من خلال ورشات عمل وكورسات تدريبية لكبار السن في المجتمع العربي بهدف حماية خصوصيتهم واستخدام الإنترنت بشكل آمن.
وفي حديث بموقع بكرا مع هانس شقور، ريادي ومبادر تكنولوجي، مستشار استراتيجي لتطوير الأعمال، المشاريع الناشئة والرقمية قال: "بالتطرق الى تقرير اتحاد الإنترنت الاسرائيلي، من الواضح ان هناك بعض الجوانب الإيجابية التي يمكننا تسليط الضوء عليها، فمثلاً يُظهر التقرير مستوى أعلى من الوعي العام بمخاطر الإنترنت والتحرش الرقمي، مما يشير إلى أن هناك متابعة من قبل الجهات المختصة فيما يتعلق بحماية المستخدمين، وكذلك توفر خط الدعم للإنترنت الآمن يُعد خطوة إيجابية لتعزيز ثقة المستخدمين وإتاحة وسيلة للإبلاغ الفوري عن مخالفات وسلوكيات مسيئة، أما بما يخص المجتمع العربي، فان توجه الجمهور العربي نحو استخدام منصات متنوعة مثل تيك توك، وفيسبوك وإنستغرام يشير إلى وجود فرص لتعزيز التوجيه لاستخدام آمن ومنظم عبر حملات توعوية مخصصة لفئات عمرية مختلفة.
وأضاف: "اما اذا اردنا الالتفات الى الجوانب السلبية، فهناك بعض الظواهر المثيرة للقلق والتي تستوجب التدخل ووضع حلول فعالة لها، منها النسبة العالية من الشكاوى حول قضايا الابتزاز الجنسي والتنمر، مما يدل على أن ثغرات الأمان والحماية لا تزال قائمة في بيئات التواصل الاجتماعي، وانخفاض نسبة البلاغات من المجتمع العربي مقارنة بالجمهور العام والذي قد يعكس نقصاً في الوعي أو المخاوف من مواجهة الإجراءات الرسمية، اما ارتفاع معدلات الهجمات السيبرانية ومحاولات السيطرة على الحسابات فيظهر حاجزاً في تحديث أو تطبيق معايير أمنية وتعليمية فعّالة للمستخدمين، خصوصاً في ظل التطور المستمر للتهديدات الرقمية".
حملات توعوية
وأنهى حديثه قائلًا: "بناء على ما تقدم، هناك حاجة واهمية لتكثيف الحملات التوعوية وتوفير ورش عمل متخصصة لتعريف المستخدمين وبالأخص فئات المجتمع الأقل دراية مثل كبار السن بالأدوات والتقنيات الحديثة لحماية الهوية الشخصية والحسابات على الإنترنت. كما ان على الجهات المختصة تشجيع التعاون المشترك مع منصات التواصل الاجتماعي لتحديث معايير الأمان، وضمان تكامل آليات الإبلاغ والمحاسبة، بحيث تتوفر استجابة سريعة وفعّالة للبلاغات. توفر خط الدعم هو خطوة ممتازة، ولكن من الافضل تكثيف الجهود القائمة لإطلاق برامج دعم واستشارات رقمية للمستخدمين تشمل خدمات استشارية واستراتيجيات للتعامل مع الابتزاز والتنمر والتشهير الرقمي، وتوفير شبكة تواصل لتبادل التجارب وأفضل الممارسات في حماية الذات عبر الإنترنت".
[email protected]
أضف تعليق