قال الصحافي والمحلل السياسي "غدعون ليفي"، والذي تطرق الى اتفاق وقف اطلاق النار، والتوقيع على الصفقة:
"الحرب التي من المفترض أن تنتهي اليوم ستُذكر في التاريخ كـ"حرب كهانا الأولى". تختلف هذه الحرب جوهريًا عن جميع الحروب الإسرائيلية السابقة. الحرب الوحيدة التي تشبهها هي حرب عام 1948 التي تسببت في النكبة، لكن دوافعها كانت مختلفة. آنذاك، كانت حربًا لإقامة دولة يهودية، أما هذه المرة فهي حرب لإقامة دولة فاشية".
وتابع: "لقد تأسست "دولة كهانا" في إسرائيل. تهاون بنيامين نتنياهو الإجرامي هو الذي سمح بإنشائها. ليس فقط الأحزاب اليمينية ذات التوجهات النازية الجديدة هي المسؤولة، بل حزب الليكود أيضًا، الذي أوصل الكهانية إلى السلطة. الحرب على غزة كانت التعبير الأبرز عن التغيير العميق الذي طرأ على إسرائيل. كان الهدف منها إرضاء اليمين الفاشي، العنصري، والداعي للترحيل، وسيطرت روح الكهانية على أهداف الحرب والطريقة التي أُديرت بها".
وأشار كذلك: "لا يتعلق الأمر فقط بمستوى القسوة التي أظهرها الجيش، بل أيضًا بالطريقة التي أصبحت فيها القسوة قيمة في المجتمع، بل فرصة ومصدر فخر. القسوة أصبحت صفة يُطمح إليها، يُتفاخر بها، وتُرفع كرمز".
يتفاخر الجيش الإسرائيلي بحجم الدمار والقتل
وأوضح ايضًا: "حتى في الحروب السابقة، ارتكبت إسرائيل أفعالاً مشينة. أحيانًا حاولت إنكارها، إخفاءها، أو الكذب بشأنها، وأحيانًا أخرى اعترفت بها وشعرت بالخجل. لكن ليس هذه المرة. هذه المرة، يتفاخر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بحجم الدمار والقتل، ويعرضهما كإنجازات لإرضاء اليمين الكهاني الذي أصبح التيار السائد. تحولت إسرائيل إلى دولة تسعى إلى قتل وتدمير العرب لمجرد القتل والتدمير. لم تكن كذلك من قبل، وبالتأكيد لم تتفاخر بذلك. هذا تغيير عميق سيكون من الصعب التحرر منه، وينذر بمستقبل مظلم للغاية.
وخلص في القول: "في البرامج الحوارية، كان يُقال إنه "لا يوجد أبرياء في غزة"، وكان الحديث عن الحق (المبتهج) والواجب في قتل الجميع يُدار ببرود كما يُدار الحديث عن الطقس. أطلق صحفيون كبار العنان لمشاعرهم عندما أدركوا أنه ليس فقط يُسمح لهم بذلك، بل إنه في مصلحتهم أيضًا".
[email protected]
أضف تعليق