في حديث خاص مع موقع "بكرا"، تناول الشيخ صفوت فريج الأوضاع الراهنة في سوريا والرؤية المستقبلية لإعادة إعمارها. أشار فريج إلى أن سوريا منذ أكثر من عقد تواجه ويلات الحرب والدمار، التي تسببت في تمزيق النسيج الاجتماعي وانهيار البنية التحتية، ما أدى إلى مأساة إنسانية كبرى. أوضح أن ملايين السوريين وجدوا أنفسهم لاجئين في بلدان عربية وأجنبية، بينما فقد آلاف آخرون حياتهم أثناء محاولتهم الهرب من القمع والظلم. وأضاف أن هذا الواقع المأساوي يجعل من إعادة بناء سوريا أولوية وطنية ومسؤولية جماعية لا يمكن تأجيلها.
وأكد فريج أن عملية إعادة الإعمار تتطلب جهدًا مشتركًا من جميع القوى المحلية والتعاون الدولي، مع ضرورة الحفاظ على استقلالية القرار السوري. وشدد على أهمية أن تكون إرادة الشعب السوري هي المرجعية الأساسية في كل خطوة نحو بناء مؤسسات الدولة المستقبلية. يرى فريج أن الوحدة الوطنية والسلام الداخلي يشكلان حجر الأساس لإعادة سوريا إلى مسارها الصحيح، معتبرًا أن تحقيق التماسك بين مختلف مكونات الشعب السوري أمر لا غنى عنه.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أوضح أن إعادة بناء المدارس والمستشفيات والمحاكم والمرافق الأساسية الأخرى يجب أن تكون من الأولويات لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة. ولفت إلى أن الاقتصاد السوري بحاجة إلى دفعة قوية من خلال دعم المشاريع الصغيرة والكبيرة، وتشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية، وخلق فرص عمل للشباب، ما يساهم في إعادة بناء الاقتصاد المتضرر واستعادة عافيته.
دور المجتمع الدولي
وأشار فريج إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع الدولي والدول العربية في هذه المرحلة، من خلال تقديم الدعم المالي والتقني، وتسهيل عودة اللاجئين، والمشاركة الفاعلة في تحقيق المصالحة الوطنية. واعتبر أن هذه المساهمات ليست فقط واجبًا إنسانيًا، بل ضرورة لتأمين مستقبل مستقر لسوريا.
وفي ختام حديثه، شدد فريج على أن مرحلة التأسيس يجب أن تُبنى على أسس متينة تضمن استدامة التطور على المدى الطويل. وأكد أن الشعب السوري يملك من الإمكانيات والقدرات ما يجعله قادرًا على بناء دولة قوية ومستقلة إذا ما خلت الساحة من التدخلات الخارجية. وأضاف أن سوريا، التي كانت يومًا منارة للحضارة والعلم، قادرة على النهوض من جديد بشرط أن يكون العمل مبنيًا على المصلحة الوطنية وروح التعاون.
[email protected]
أضف تعليق