أثارت التسريبات الأخيرة عن التفاؤل الكبير بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة، تساؤلات بشأن الأسباب وراء التأخير في إعلان الاتفاق. وتحدثت مصادر مختلفة عن شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من باب المماطلة ومراقبون يرون أن هناك أيضا شروط أخرى من حماس من باب رد الفعل.

استمرار المفاوضات

وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي يوآف شتيرن قال: "ما يمكن قوله فعلاً هو أن هناك مفاوضات مستمرة منذ فترة طويلة وبكثافة كبيرة، وهذا بحد ذاته أمر لم نشهده من قبل. بمعنى، لا يمكنني القول إن هناك صفقة قريبة أو أن الأمور وصلت إلى نهايتها، لكننا نرى مفاوضات جارية، وهذا مؤشر إيجابي جداً.

الآن، مما نسمعه من التصريحات في الإعلام - والتي لا تعكس بالضرورة الواقع كما هو، بل تمثل جزءاً منه فقط - نسمع مراراً وتكراراً أن النقاط الرئيسية لم تُحسم بعد. كما نرى أن المفاوضات مستمرة ولم تُنجز بعد، بمعنى أنها لم تنتهِ بنجاح. ومن هنا أستنتج أنه ما دامت لم تتحقق اتفاقات كاملة حول جميع النقاط، فلا توجد صفقة".

شروط افضل، وضغوط

وأضاف: "حالياً، لا توجد صفقة، بل هناك مفاوضات، والنقاط الرئيسية برأيي لم تُحسم بعد، والعمل جارٍ على إغلاقها. جميع الأطراف تريد صفقة، لكنها تسعى الآن لتحقيق شروط أفضل.

"بالنسبة لنتنياهو، هناك ضغط من ترامب الذي يطالبه بإنهاء هذه الحرب ومن جهة أخرى، هناك شركاؤه في الائتلاف الذين يرفضون بعض المطالب، فهم مستعدون لمرحلة أولى من صفقة إنسانية، لكنهم يرفضون الانسحاب أو أي من الأمور الأساسية التي يطالب بها حماس".

"أما حماس، فهي تواجه ضغوطاً أيضاً، سواء من الجمهور في غزة الذي يعيش شتاءً ثانياً في ظروف مأساوية بسبب ما فعلته وتفعله الحركة، أو من حاجتها إلى ضمانات لمستقبلها. لذلك، هي أيضاً لا تتنازل عن النقاط الرئيسية. السؤال الآن هو: هل سنصل إلى نقطة التقاء في النهاية أم لا؟"

ايران ام اليمن؟

وحول التهديدات بمهاجمة إيران بدلًا من اليمن قال شتيرن: "بالنسبة لضرب إيران بدلاً من اليمن، أولاً من اللافت أن هذه الفكرة تُطرح، وهذا يدل على وجود نقاش حقيقي داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وفي المجتمع الإسرائيلي وبين صُنّاع القرار. مع ذلك، أعتقد أن هذا لن يحدث دون موافقة الولايات المتحدة، ولا أرى أن الولايات المتحدة ستمنح الضوء الأخضر لذلك في الوقت الحالي".

وتابع: "برأيي، هذا الموضوع سيبقى مطروحاً على الطاولة لعدة أشهر، ويتوقف الأمر بشكل كبير على ما ستفعله إيران. إذا قررت إيران عدم الرد مجدداً أو إذا ردّت، وإذا استمر إطلاق الصواريخ من اليمن أو توقف – كل هذه عوامل متغيرة".

وأنهى حديثه قائلًا: "إذا استمر الوضع كما هو، أي إذا لم يتم التوصل إلى صفقة في غزة واستمرت الحرب، وإذا استمر إطلاق النار من اليمن، أعتقد أن احتمالية أن يكون الرد موجهاً مباشرةً نحو إيران ستزداد، بدلاً من الرد في غزة أو اليمن".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]