كشف استطلاع شامل أجرته جمعية "مبادرات إبراهيم" عن واقع مقلق للعلاقات بين العرب واليهود داخل إسرائيل. أظهرت النتائج أن 85% من المواطنين العرب يعتقدون بوجود فجوة في تكافؤ الفرص بينهم وبين اليهود، بينما يشعر 65.7% منهم بأن التعامل من قبل المجتمع اليهودي تجاههم سلبي. في المقابل، اعترف 73% من اليهود الذين شملهم الاستطلاع بأن التعامل مع المواطنين العرب يتسم بالسلبية.
الاستطلاع أظهر أن القضايا الأساسية التي تؤرق المجتمع العربي في إسرائيل تتمثل في الجريمة والعنف، حيث عبّر 70% من المشاركين العرب عن قلقهم العميق من هذه الظاهرة التي تتصدر قائمة التحديات. بالإضافة إلى ذلك، أشار الاستطلاع إلى قضايا أخرى مثل العنصرية، أزمة السكن والأراضي، وتراجع جودة التعليم، والتي تُعدّ عوامل إضافية تعمّق الفجوة بين العرب واليهود.
ائتلاف حكومي
فيما يتعلق بالمشاركة السياسية، أبدى 56% من المواطنين العرب تأييدهم لدخول الأحزاب العربية في الائتلاف الحكومي، معتبرين أن هذا الأمر قد يسهم في تحسين أوضاع المجتمع العربي. على الجانب الآخر، جاءت مواقف المجتمع اليهودي مختلفة تمامًا، حيث أظهر الاستطلاع أن 55% من اليهود يعارضون مشاركة أي حزب عربي في الحكومة، بينما يدعم 29% فقط شراكة سياسية كهذه.
التقرير تناول أيضًا مسألة تكافؤ الفرص، حيث أعرب 85% من العرب عن قناعتهم بوجود تمييز واضح ضدهم في مجالات مثل العمل والتعليم والصحة. وفي السياق ذاته، أقر 62% من اليهود بوجود مثل هذه الفجوة. بالإضافة إلى ذلك، أشار 46% من العرب إلى تراجع الدعم لفكرة المساواة منذ تشكيل الحكومة الحالية، فيما شاركهم هذا الرأي 35% من اليهود.
تحذيرات
وفي تعليقها على النتائج، حذرت جمعية "مبادرات إبراهيم" من تزايد التحديات التي تواجه المجتمع العربي، مؤكدة أن تصاعد الجريمة وتحطيم الأرقام القياسية في معدلات العنف يتطلب تدخلًا حكوميًا جادًا وشاملًا. وأوضحت الجمعية أن الحكومة تتحمل مسؤولية أساسية تجاه مواطنيها العرب من خلال تقليص الفجوات الاجتماعية والاستثمار المكثف في السلطات المحلية العربية. كما شددت على أهمية مكافحة العنصرية ضد العرب، لافتة إلى أن الوعي الموجود لدى شريحة واسعة من اليهود حول هذه القضايا يمكن أن يشكّل أساسًا لتحسين العلاقات وتعزيز المساواة.
يعكس هذا الاستطلاع صورة قاتمة للواقع الاجتماعي والسياسي داخل إسرائيل، ويبرز الحاجة الملحة لخطوات عملية تسهم في تخفيف التوترات وتعزيز التعاون بين المجتمعين.
[email protected]
أضف تعليق