صرح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، الدكتور جمال الشلبي لـ بكرا، بأن الأنباء التي تداولت حول بحث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتمالية غزو إسرائيل للأردن في حال تغيير النظام السياسي، تفتقر إلى المصداقية.
وأشار الدكتور الشلبي إلى أن هذا الخبر قد يكون مجرد "بالون اختبار" لاستطلاع ردود الفعل، خصوصًا في الأوساط العربية والإسرائيلية والأردنية.
وأكد أن العلاقة الأردنية-الإسرائيلية ليست في أفضل حالاتها منذ عام 2019، وخاصة مع صعود الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في عام 2022، وما تبع ذلك من توتر العلاقات بين جلالة الملك عبد الله الثاني ونتنياهو.
وأضاف الشلبي أن الولايات المتحدة ترى في استقرار الأردن مصلحة استراتيجية لها، مشيرًا إلى أن التحالف بين البلدين يمتد لعقود منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية غير مستعدة لفتح جبهات جديدة في ظل التحديات التي تواجهها عالميًا، مثل الأزمات في العراق وسوريا وأوكرانيا، بالإضافة إلى التوترات مع الصين وكوريا الشمالية.
الصمود
كما شدد د. الشلبي على أن الأردن يمتلك تاريخًا طويلًا من الصمود أمام التحديات الإقليمية، مستندًا إلى شبكة واسعة من العلاقات الدولية ودعم استراتيجي من دول إقليمية كالسعودية، الإمارات، ومصر، التي تعتبر استقرار الأردن جزءًا من أمنها القومي.
وأشار الدكتور الشلبي إلى أن مثل هذه الأخبار تهدف إلى وضع الأردن أمام خيارات صعبة، لكنها تبقى في إطار التكهنات وليس السيناريوهات القابلة للتحقق، مؤكدًا أن الأردن يتمتع برأس مال اجتماعي قوي وصلابة سياسية تمكنه من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وتطرق الشلبي لعلاقة الأردن بجماعة الإخوان المسلمين مؤكدا انها كانت دائمًا مميزة وقوية مقارنة بالدول الأخرى، مشيرًا إلى وجود مصلحة مشتركة بين الطرفين منذ تأسيس المملكة.
وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين لعبت دورًا محوريًا في السياسة الأردنية منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى السبعينيات، حيث كانت الجماعة جزءًا من الأدوات التي استخدمتها الدولة لمواجهة التيارات الشيوعية، البعثية، والناصرية، إضافة إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من الوصول إلى مناصب قيادية في الدولة الأردنية، بما في ذلك وزراء، نواب، وحتى رئيس البرلمان، مثل عبد اللطيف عربيات، ما يعكس طبيعة العلاقة التكاملية بين الطرفين.
ابتعاد عن مسارات انقلابية
واكد أن الجماعة لطالما فضلت العمل السياسي السلمي من خلال حزب جبهة العمل الإسلامي، وابتعدت عن المسارات الانقلابية التي شهدتها دول أخرى.
وأشار إلى أن الأردن يحظى بدعم دولي وإقليمي كبير يمنع أي تغييرات جذرية من هذا النوع، كما أن الدول الغربية والعربية لا تقبل بوجود أنظمة إسلامية متطرفة تؤثر على استقرار المنطقة، في ظل تجارب سابقة مع تنظيمات مثل القاعدة وأحرار الشام.
وفي سياق آخر، أشار الشلبي إلى التحديات التي يواجهها الأردن من قِبل قيادات يمينية متطرفة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تمارس ضغوطًا بين الحين والآخر مشددًا على أهمية مواجهة هذه التحديات بتكاتف الجبهة الداخلية الأردنية.
[email protected]
أضف تعليق