أعلنت المعارضة السورية المسلحة في بيان على التلفزيون الرسمي اليوم الأحد، أنها أطاحت بالرئيس بشار الأسد منهية حكم أسرته، الذي دام نحو 50 عامًا، في تقدم خاطف أثار مخاوف من موجة اضطرابات جديدة في الشرق الأوسط الذي تعصف به الحروب.
وورد في البيان “تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”. وأضافت أنه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين. وقال ضابط سوري اطلع على أحدث التطورات لرويترز، إن قيادة الجيش أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى.
لكن الجيش السوري قال في وقت لاحق، إن قواته تواصل عملياتها العسكرية ضد “تجمعات الإرهاب” في أرياف حماة وحمص ودرعا.
وورد في بيان الجيش “جيشنا يواصل تنفيذ عملياته النوعية “ضد تجمعات الإرهاب بوتائر عالية على اتجاه أرياف حماة وحمص وريف درعا الشمالي… تشدد القيادة العامة على أهمية الوعي لحجم المخطط المرسوم ضد وطنا الحبيب”.
وحول هذه المسألة تحدث موقع بكرا مع د.عبد كناعنة - باحث ومحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب.
كيف يمكن تقييم النظام الجديد؟
من المبكر جدا الحديث عن مسألة، كيف يمكن تقييم النظام الجديد الذي سيتم صياغته في دمشق (اذا ما تم صياغة نظام أصلا ولم تقع البلاد في حرب أهلية متواصلة). فالقوى المؤثرة على القوى المسلحة هي كثيرة، وهناك مصالح كثيرة يجب أخذها بالحسبان. فقبل الحديث عن القوى السورية المختلفة والمتباينة في المعارضة والمجموعات الطائفية الكثيرة في سوريا، يجب الأخذ بالحسبان أن الحلفاء الحاليين من أمريكان وإسرائيليين وأتراك وخليجيين وأكراد، لديهم مصالح متباينة فمثلا موضوع شمال سوريا ومكانة الأكراد، هناك وما يمكن أن تولده من مشاكل داخلية لدا تركيا.
ما تبعات ذلك على اسرائيل؟
كذلك الأمر بالنسبة لموضوع العلاقة مع اسرائيل، وهل ستعترف الحكومة الجديدة بموافقتها على ضم الجولان السوري بشكل كامل الى اسرائيل، والدخول في مجال عملية السلام مع اسرائيل، وبالتالي تصبح سوريا الدولة العربية الثالثة من "دول الطوق" التي تقيم اتفاقية سلام مع اسرائيل؟ (بعد مصر والأردن)؟ وكيف سيؤثر ذلك على القضية الفلسطينية بشكل عام، وعلى حركة حماس (حليفة القوى التي انتصرت على النظام السوري، خصوصا المحور الذي يمثله خالد مشعل داخل الحركة، وبعد تصفية محور يحيى السنوار واسماعيل هنية). كل هذه المعطيات تفتح الكثير من الأسئلة أكثر من أنها تعطي أجوبة.
من هو الخاسر من هذه التطورات؟
الأمر الواضح ان الخاسر الرئيسي من هذه التطورات هو حزب الله في لبنان، والذي يتم الآن قطع امتداده المباشر مع العراق وايران، وبالتالي ليس مستغربا الآن، أن يتم الاستفراد به من قبل اسرائيل وبقية القوى، وهو الأمر الذي بالضرورة سيؤدي الى حرب أهلية داخل لبنان، لا تبقي ولا تذر، وهذا سيناريو محتمل جدا. لكن هناك إمكانية أخرى لمحاولة احتواء حزب الله، ومحاولة احتواء ايران كلها من خلفه، من خلال تقديم بعض التنازلات له، وحفظ مكانته داخل لبنان بشكل لا يشكل إزعاجا لإسرائيل. جميع السيناريوهات مفتوحة.
[email protected]
أضف تعليق