في ظل الحرب الدائرة على غزة أخلت بلدية القدس قبل أيام العشرات من سكان بلدة سلوان وتحديدا من حي البستان المهدد سكانه بالتهجير من منازلهم بحيث هدمت سبع شقق من بينها مركز البستان وخيمة الصمود التي تعتبر المكان يجتمع فيه اهالي الحي لسنوات من أجل الدفاع عن منازلهم.
ويعيش المئات من سكان الحي في منازل تدعي البلدية انها بنيت بدون ترخيص ويؤكد السكان ان السبب هي الصعوبات التي تضعها البلدية لإصدار رخص البناء , وما زال هناك مئة منزل مهدد بالهدم.
وفي عام 2010 أعلن رئيس البلدية انذاك نير بركات عن خطة لهدم الحي وبناء حديقة سياحية تسمى "حديقة الملك" وقد اثار القرار انتقادات حادة من العديد من دول العالم بما في ذلك ادارة أوباما , ومن هنا بدأت المفاوضات بين السكان الفلسطينيين والبلدية في محاولة للتوصل الى خطة اخلاء وبناء متفق عليه الا ان السكان رفضوا التوقيع على الخطة وفق تقرير نشر في صحيفة هآرتس قبل أيام.
وقال فخري أبو دياب، رئيس لجنة حي البستان في سلوان ل بكرا، إن الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه الاستيطانية، بما في ذلك بلدية القدس، يعملون بشكل مكثف على تغيير التركيبة السكانية في المدينة لصالح المستوطنين.
وأوضح أن إسرائيل انتقلت من سياسة الهدم الفردي إلى الهدم الجماعي، في خطوة تهدف إلى حسم الصراع الديموغرافي في القدس مضيفا أن الاحتلال يستغل الأوضاع الحالية، حيث تتجه الأنظار نحو الحرب على غزة ولبنان، وانشغال العالم بها، لتنفيذ مخططاته في القدس.
وأشار إلى أن غياب الردع الدولي لإسرائيل، وعدم التزامها بالقانون الدولي، أعطاها الضوء الأخضر لتكريس مشروعها التهويدي في المدينة المقدسة.
وأكد أبو دياب أن حي البستان يتعرض لهجمة غير مسبوقة، حيث يهدد الاحتلال بتهجير سكانه بالكامل وهدم منازلهم، في عملية وصفها بأنها محاولة لتصفية الوجود الفلسطيني في الحي.
وأوضح أنه إذا نجح الاحتلال في تنفيذ مخططاته الاستيطانية في حي البستان، فإن ذلك سيمهد الطريق لتنفيذ عمليات مشابهة في أحياء مقدسية أخرى، مثل الشيخ جراح، وادي الجوز، بطن الهوى، وغيرها من الأحياء المهددة.
وأشار إلى أن إسرائيل أصبحت تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي، دون أي اعتبار لمعاناة السكان الفلسطينيين أو الالتزامات الدولية محذرا من أن ما يجري في القدس يمثل اختباراً حقيقياً للمجتمع الدولي ومدى قدرته على إلزام الاحتلال بوقف سياساته التهويدية.
مشاريع استيطانية ومخاطر التهجير القسري
وأوضح أبو دياب أن ما يجري في القدس هو جزء من مخطط استيطاني أكبر يهدف إلى طرد الفلسطينيين من المدينة، وتكريس السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليها.
وأكد أن السكان الفلسطينيين في القدس يواجهون خطر التهجير القسري، وهم بحاجة ماسة إلى دعم دولي جاد وفعّال، حيث لم تظهر حتى الآن أي ردود فعل حقيقية لردع الاحتلال، وإنما اقتصرت التحركات الدولية على بيانات الاستنكار والاستعطاف.
الخارجية الفلسطينية تتهم إسرائيل بالعمل على هدم "حي البستان"
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها تعتبر "هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي مقر جمعية البستان في بلدة سلوان في القدس المحتلة يمثل أحد تجليات جريمة التطهير العرقي واسعة النطاق التي تهدف لهدم حي البستان بأكمله وتهجير ما يزيد عن 1500 مواطن مقدسي".
وأضافت الوزارة عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "هذه الجريمة ترجمة لسياسة إسرائيلية رسمية تهدف لتفريغ القدس من أصحابها الأصليين ودفعهم للهجرة عنها لإحلال المستوطنين مكانهم، في أعمق وأبشع أشكال التهجير القسري والتطهير العرقي للوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، لتكريس تهويدها وضمها وربطها بالعمق الإسرائيلي".
وطالبت "المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما تتعرض له القدس من انتهاكات وجرائم على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
[email protected]
أضف تعليق